حتى لا يطير الدخان !

ت + ت - الحجم الطبيعي

قسوة كرة القدم تتجلى دائماً في مثل هذه الوضعية.

عندما يلعب فريقان كبيران مباراتين متتاليتين خلال أسبوع واحد !

هذا هو حال العين والأهلي في مباراتهما ببطولة الدوري اليوم بعد أن التقيا في الأسبوع الماضي على بطولة السوبر التي طار بها الأهلي وأنقذ موسمه، الذي كان هابطاً قبلها بكل ما تحمله الكلمات من معانٍ !

الفريقان يدخلان هذه المباراة بأهداف مختلفة تماماً، العين من أجل النقاط الثلاث التي تحفظ له حق الاستمرار المريح في الصدارة بغية الظفر باللقب الكبير، وهو هدف استراتيجي.

أما الأهلي فيدخلها من أجل دفعة معنوية تعينه على الفوز على فريق ناساف الأوزبكي في طشقند، حيث لا ينفعه إلا الفوز، إذا أراد الاستمرار في دوري أبطال آسيا المحفوف بالمخاطر !

بالمنطق السابق، يبدو العين أكثر حاجة للنقاط الثلاث من الأهلي، وهو إذا ربط هذه المباراة بما حدث له في المباراة السابقة سيكون قد أوقع نفسه في المحظور ! ونصيحتي للفريقين معاً إذا أراد كل منهما أن يحقق هدفه أن يضعا في اعتبارهما ما يلي :

أولاً : أن لا يفكر العين في الخسارة السابقة، وأن لا يدخل مباراة اليوم بمفهوم الثأر، ففي رأيي أن هذه المفاهيم تأتي في كثير من الأحوال بنتائج عكسية نظراً لما في الشحن الزائد من عصبية وتسرع وارتباك، لا سيما إذا تمكن الفريق المنافس من تسجيل هدف السبق !

ثانياً : أن العين عليه أن يدرك أن مشاكله كانت مع نفسه ومع الحكم وليس مع الأهلي، من أجل هذا عليه التفرغ للأداء الذي يقوده إلى الفوز وأن لا ينشغل إلا بنفسه.

ثالثاً : الصدق مع النفس يتطلب الاعتراف أن الأهلي فاز لأسباب كثيرة أهمها طريقة الأداء التي اعتمدت على الصرامة في تنفيذ الشبكات الدفاعية المتلاحقة، واستغلال الأخطاء من خلال ارتداد خاطف هجومياً، وكان له ما أراد بعد طول انتظار وصبر، وفي الوقت الذي يصعب فيه التعويض في بطولات المباراة الواحدة.

رابعاً : أمام العين فرصة الفوز بحكم الملعب والجمهور وليس بحكم الثأر ــ كما قلت ــ ، وهو قادر على ذلك بأسلوب الهيمنة على الملعب، وهو الأسلوب الذي يجيده، مع الاعتماد على التنوع الهجومي السريع، لا سيما بعد شفاء جيان وعمر عبد الرحمن، وكل ذلك مشروط بالتفرغ للعب دونما انشغال باسم الأهلي أو اسم الحكم.

خامساً : أما الأهلي فهو يبقى خطراً في كل الأحوال، لأنه من ناحية المبدأ فريق صعب المراس، ويكون في أحسن أحواله عندما تكون حالته المزاجية عالية، وهذا هو السلاح الأخطر على العين في مباراة اليوم. فالفريق قادم من بطولة وعلى الفريق المنافس نفسه !، وهذا يشكل ضغطاً على العين أكثر من الأهلي، وهذا له ثمن مهم في كرة القدم!

كلمات أخيرة

Ⅶ الموقف صعب على العين رغم أنه يملك الفرصة الأفضل، لكن حتى لا يطير الدخان، ويصبح في الجو غيم !! عليه أن يتعامل بالعقل دون أحكام سابقة.

Ⅶ الأهلي في وضعية مستريحة، الضغوط أقل، والتحدي أكبر!

Ⅶ هذه المواقع الفارقة تحتاج إلى توحد كل عناصر اللعبة، اللاعب والمدرب والإداري والمسؤول والجمهور!

Ⅶ الأحداث الكبيرة وحدها تصنع الأبطال والبطولات.

Ⅶ المغامرة لا بد منها حتى لو كانت محفوفة بالمخاطر !!

Email