هذا المدرب المحترم!

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ مقدمه لم نشاهد منه إلا خيراً.

كثيرون هم المدربون المتميزون، وقليلون هم المدربون الذين يجمعون ما بين التميز الفني والتميز الأخلاقي.

الكرواتي، بهي الطلعة، داليتش زلاتكو مدرب العين من هذا الصنف، دماثة خلق، احترام للنفس وللغير، وتمكن من المهنة، هكذا أراه، شاء من شاء وأبى من أبى!

في الساعات الأخيرة التي أعقبت مباراة السوبر بين الأهلي والعين، وعلى الرغم من مرارة الخسارة، رفض هذا المدرب المحترم التعرض لحكم المباراة لا بالقدح ولا بالمدح، منطلقا من مبدأ ثابت يعتنقه ولا يفرط فيه، والمبدأ هو: «لا تعرض للحكام ولا تدخل في عملهم، ولا تعليق على أخطائهم حتى لو كانت من هذا النوع الظاهر للعيان»!

مثل هذه النوعية من المدربين وهم قلة، يؤمن تمام الإيمان، أن الحكم بشر، وأن الخطأ جزء من اللعبة، وأن المتضرر منه اليوم هو نفسه المستفيد منه في الغد، وأنه من العيب التحدث عن الأخلاقيات والضمائر والنوايا، فتلك خطوط حمر لا تقبل الجدل ولا النقاش.

والجميل حقاً أن يحدث ذلك من زلاتكو رغم الهجمة الشرسة التي تعرض لها الحكم الدولي يعقوب الحمادي من إدارة فريقه ومن اللاعبين، لدرجة أنهم اتهموه أنه أفسد المباراة، وأنه السبب في هزيمة فريقه لبطولة وليس مجرد مباراة!

من الطبيعي، أن ينضم المدرب أي مدرب لأصوات فريقه في مثل هذه الأحوال حتى من باب ركوب الأمواج، أو من باب تعليق الخسارة على الغير، ففي ذلك تبرئة لساحته من بعض الأصوات غير المنصفة التي تكيل لهذا المدرب الاتهامات على الفاضي والمليان!

لكن زلاتكو لم يفعل ولم يبالِ، هو فقط دافع عن فريقه، وساق مبررات منطقية لعدم الدفع بنجم هجوم الفريق أسامواه جيان لوقت أطول، من باب الحفاظ على اللاعب غير الجاهز حتى لا يتعرض للإصابة، ولو تلاحظ، فكلها مواقف تؤكد أخلاقيات هذا المدرب، الذي لو خيروه ما بين بطولة وخسارة لاعب، لاختار اللاعب على الفور!

إنها معان غير موجودة الآن في معظم المدربين، ولا تتوفر إلا في القلة منهم، وبالمناسبة من يملك هذه الأخلاق وهذه الثوابت ويسبح ضد التيار، لا بد وأن يكون مستواه الفني والمهني على نفس القدر أو يزيد!

ولأننا نعيش في بيئة مغرمة بالحديث عن «الأجندات» وتعشق حديث المؤامرات، وتفسير الأمور على غير مرادها، أقول أنني لم ألتق هذا المدرب من قبل، وإذا كنت أمتدح شخصه اليوم، فقد انتقدت فريقه بالأمس، لا سيما هؤلاء الخارجين على النص، سواء كانت حفنة الجماهير التي أساءت، أو اللاعب محمد عبد الرحمن الذي اعترض على الحكم في مشهد هو نفسه سيشمئز منه عندما يراه!

كلمات أخيرة

Ⅶ بعيداً عن كل المؤثرات أقول رأيي بصراحة في الحكم يعقوب الحمادي، فقد أدار مباراة العين والأهلي بامتياز، كما أنني أرى فيه «بوجسيم» الجديد، أتابع مسيرته التحكيمية بكثير من الإعجاب، وهذا لا يعني مطلقا أنه لا يخطئ، فلم يولد بعد هذا الحكم، لكنه وهذا هو الأهم يمتلك الشخصية القوية والقدرة على اتخاذ القرارات في الظروف الصعبة، غير مبال بالألوان أو النتائج أو ما يحدث حوله.

Ⅶ يستحق المدرب كوزمين تحويله للجنة الانضباط، فليس من المناسب ولا المقبول التعرض لحكم المباراة قبل أن تبدأ، هل يرضى كوزمين أن ننتقده على مباراة لم يلعبها بعد!!

Ⅶ سيظل كأس دبي العالمي للخيول «عالماً آخر».. شيء ولا في الخيال يا صاحبي!

Email