الملف الأبيض «1»

ت + ت - الحجم الطبيعي

هو ملف أبيض كما يتراءى لك من هذا العنوان الذي لن يستمر طويلاً، فالدوري، الحوت الذي يلتهم كل ما عداه على الأبواب، وكالعادة فهو لن يعطي لأحد الفرصة في الاستمرار الطويل، حتى لو كان منتخب الإمارات ولا تندهش!!

سأتناول أمر المنتخب على عجالة، اليوم سنخصصه للموقف العام ولإشكالية المركز الثالث ومعناها وتأثيرها، وغداً، إن شاء الله، نتحدث عن المدرب العام وصوابية فكرة استمراره من عدمها باعتبارها أمراً محورياً يؤثر في إحداث النقلة المطلوبة في المستقبل.

وما أريد قوله اليوم أوجزه فيما يلي:

أولاً: في رأيي أننا «على هذا النحو» لن نستطع تحقيق بطولة آسيا في المستقبل القريب، وأن أكثر ما يمكننا تحقيقه، حققناه بالفعل في كأس آسيا بأستراليا، بل إن ما حققناه يستحق عليه القائمون على أمر المنتخب الشكر، وربما، ولا تندهش أيضاً، أن ما حققوه يكون أكثر مما نستحق!!

ثانياً: بطولة آسيا أصعب كثيراً من التأهل لنهائيات كأس العالم، فهي بطولة مجمعة تضم كل عمالقة آسيا، وبالمناسبة نحن لسنا من العمالقة! والفوز بها معناه أن تكون واحداً من العمالقة، وبمعنى آخر أن تكون أفضل منهم جميعاً، وهذا، ومرة أخرى، على النحو الذي نحن عليه، يبدو ليس صعباً فقط بل مستحيلاً!

ثالثاً: عندما أشكر القائمين على ثالث آسيا، فلأن إحدى فوائده، بل أهمها على الإطلاق أنك أصبحت من المستوى الأول عند التصنيف، وهذا يعطيك الفرصة، لكي تصبح على رأس مجموعة من المجموعات الأربع في تصفيات كأس العالم، الأمر الذي يسهل من مهمتك كثيرا في التأهل لمونديال روسيا 2018، لأنك ستتحاشى مثلاً الوقوع في مجموعة واحدة مع كوريا وأستراليا واليابان.

رابعاً: ربما تكون قد لاحظت فيما سبق تكرار جملة اعتراضية تقول، لو بقينا على النحو الذي نحن عليه، وتسألني ماذا تقصد أقول نعم من المستحيل أن نفوز بكأس آسيا بالصورة التي نحن عليها، وهذه الكلمة شرحها يطول، فهي في حد ذاتها بحاجة لمجموعة كبيرة من المقالات، لكن باختصار، كيف يمكننا بمجموعة من اللاعبين الهواة أن نتفوق كل الوقت أو نفوز ببطولة مجمعة على منتخبات أخرى بها 15 لاعباً محترفاً في الدوريات الأوروبية، أم أن ذلك ليس له ثمن؟!

خامساً: أقول دائماً إن الذي يصنع الفارق في البطولات الكبرى على شاكلة الآسيوية هو الاحتراف الخارجي الذي لا نملكه ولا نحبه ولن نفعله في القريب العاجل!!

سادساً: إذا قال قائل إنه يمكن تحقيق البطولات دون شرط الاحتراف الخارجي، لأن ذلك فيه تعجيز وفيه إحباط لنا لأننا لن نفعل، أقول إنه يمكن، ولكن بمفهوم الاستثناء وليس القاعدة، أو بمفهوم الأرض والجماهير والاستعداد الهائل مثلاً في ظل وجود جيل لا يتكرر، يعني كلها استثناءات!!

سابعاً: وهو سؤال مهم، ولماذا لا يمكننا الاحتراف الخارجي، والإجابة صعبة، لأنها تتعلق بثقافة مجتمعية لا تتغير بسهولة وسط رغد العيش الذي هو مربط الفرس، ووسط تسلط أندية لا تنظر إلا لمصلحتها وبطولاتها!!

ثامناً: أليس هناك مسؤولية على اتحاد الكرة، أقول بالتأكيد توجد مسؤولية، فهو الشريك الأهم، وهو رب الأسرة، وعليه إيجاد مخرج للبدء في تغيير الثقافة والنمط السائد، فلكل شيء بداية، وعليه أيضا في خط متواز أن يبحث بشجاعة وجرأة في آلية تغيير النمط الكروي السائد على كافة المستويات، سواء في تفعيل المراحل السنية بأساليب احترافية جديدة، أو في تغيير النمط السائد في المراحل العليا على صعيد دوري المحترفين والبطولات الوهمية المساندة التي لا تسمن ولا تغني.....!! ولنا عودة.

melrabiey@albayan.ae

Email