النقد العاطفي!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلمة قالها يوسف السركال رئيس اتحاد كرة القدم في حواره المنشور اليوم على صفحاتنا، هذه الكلمة تأملتها كثيراً ولم أستطع الفكاك من التركيز عليها، لها دلالات كثيرة تخص مستقبل العمل، بل هي الجوهر والأساس.

سأله المحرر: هناك من يطالب بمدرب أجنبي يقود العمل في المرحلة المقبلة حتى نستطيع المزيد من التطور سعياً للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2018، بعد أن أثبتت كأس آسيا أن لنا حداً لا نستطيع تجاوزه؟!

وكما وصف المحرر، تغيرت تعبيرات وجه يوسف السركال عندما سمع هذا السؤال، وقال بنبرة غاضبة: «نحن لن ننساق ولن ننجرف وراء النقد العاطفي وأصحاب النقد العاطفي، فهؤلاء يريدون جرنا للخلف، نحن مع الاستقرار بعد أن تذوقنا القيمة التي نجنيها من وراء هذا الاستقرار، نحن بعد العودة سنجدد عقد المدرب مهدي عن قناعة بأنه هو الرجل الأنسب للمرحلة المقبلة..

لقد أعطينا على مدار السنوات الماضية مسؤولية تدريب المنتخب الوطني للمدربين الأجانب، لكنهم لم يعطونا منتخباً مثلما أعطانا مهدي. وعموماً نحن مستعدون للتعاقد مع مدرب أجنبي إذا أعطانا أصحاب النقد العاطفي ضماناً بأنه سيحقق لنا البطولات والتأهل لكأس العالم».

هذا جانب من حوار طويل مع رئيس اتحاد الكرة، يتحدث فيه عن المستقبل وضرورة تفعيل وتطوير منظومة كرة القدم في الإمارات على وجه العموم، وأعتقد بأن السركال أصاب، فهذه الرؤية تتفق تماماً مع قناعاتي، وسأعود في سلسلة من المقالات التفصيلية بعد أن ينتهي المنتخب من مهمته اليوم، فهناك الكثير مما يقال في تشخيص الداء وكتابة الدواء بعيداً عن الكلام المرسل...

وبعيداً عن «النقد العاطفي» الذي ابتدعه يوسف السركال، وأعتقد بأنه تخفف كثيراً وكان دبلوماسياً كعادته ولم يشأ أن يكون قاسياً مع مجموعة من الناس، وليس النقاد فقط الذين يترصدون كل صغيرة وكبيرة للمدرب مهدي علي، وكأن بينهم وبينه «ثأراً بايتاً» كما يقول البسطاء.

والغريب في الأمر أن معظم من يترصد مهدي هم من أهل الدار وأهل الديرة!

وبالمناسبة، فأنا أحد الذين ينتقدون مهدي عندما يستحق النقد، لكنني أمتدحه عندما يكون الفعل في موضع المدح، أي أننا لا نعمل بمفهوم الترصد؛ لا مع مهدي ولا مع غيره.

في مباراة اليابان كانت بصمات مهدي واضحة للعيان في ملحمة صمود المنتخب مع فريق أقوى منه بكثير، ورغم ذلك بقتال اللاعبين وبتدخلات مهدي وسياسته تمكنا في نهاية الأمر من تحقيق الفوز، وهذه في حد ذاتها مرحلة ستفيد المنتخب كثيراً مستقبلاً. أما أمام أستراليا فقد أخفق الجميع، ومن بينهم مهدي. نعم، كان للإرهاق دوره، وكان لفارق اللياقة والأجسام دوره، ولكن كان لعدم الواقعية وعدم التركيز دور أيضاً من المدرب ومن اللاعبين معاً!

لم نكن نريد من المنتخب أن يفوز على أستراليا، فقد كان ذلك فوق طاقته، ولكن كنا نريده أفضل مما ظهر عليه، حتى لا يخرج بهذه السهولة المفرطة المؤلمة بعد أن وصل للدور قبل النهائي وتجاوز اليابان. لقد كانت أسهل مباراة خاضها الفريق الأسترالي في البطولة!

كلمات أخيرة

ֺ هناك أسباب كثيرة في المنظومة لا دخل لمهدي بها، سنكشفها في الأيام المقبلة بإذن الله.

ֺ اليوم يوم الترضية إذا أراد اللاعبون ومدربهم، فالميدالية البرونزية سترطب الأجواء، وتجعل العمل من أجل المستقبل أفضل، أما الخسارة فسوف ترفع من أصوات أصحاب النقد العاطفي، رغم أنها كلمة مهذبة جداً يا «بو يعقوب»!

ֺ الميدالية اليوم ليست شرفية، بل هي ميدالية آسيوية رسمية تعني ثالث آسيا، وتضع اسمك في التاريخ. نحن في كأس آسيا، وليس دورة الخليج يا سادة، قاتلوا من أجلها.

Email