ثورة عموري .. !

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الوقت الذي نتشاحن فيه كالعادة، «هل ما حدث في كأس آسيا إنجازاً أم إخفاقاً»؟! تتوالى الرسائل من الوكالات والصحف العالمية وفي الكثير من الإشادة بشبان مهدي الذي لا يزال أمامهم الكثير ليحققوه، فقد اتسعت تجربتهم رغم صغر سنهم الأمر الذي يعطيهم الحق في الطمع إلى التأهل لنهائيات كأس العالم 2018 التي ستبدأ تصفياتها في نهاية العام الجاري، وعندما استطلعت الوكالة رأي مهدي في الهزيمة من استراليا وفقدان حلم الوصول لنهائيات البطولة، لم يكن رأي مهدي ببعيد عن رأي الكثيرين ونحن منهم الذين لاموا على المنتخب هذا الضياع غير المبرر في أول 20 دقيقة من المباراة، وتسبب هذا الضياع في إنهاء المباراة مبكراً.

حيث تمكن المنتخب صاحب الأرض من تسجيل هدفين سريعين أنهى بهما الحكاية وتنفس الصعداء ثم اقتصد جهده للنهائي!! وكنا قد قلنا إن منتخبنا الوطني لعب أسوأ مباراة في أهم مباراة!! المهم قال مهدي: «لقد تعلمنا الدرس، وعلينا بعد ذلك التركيز التام طوال التسعين دقيقة وبخاصة في الأوقات الحاسمة من عمر المباريات أمثال البدايات، ونهاية الشوط الأول وبداية الشوط الثاني ونهايته».

عموماً وسط الإحباطات التي اعترت الواحد منا بسبب شكل الخسارة الذي لم يكن مناسباً، والتي تتطلب منا العمل الكثير في المرحلة المقبلة، إذا كنا جادين حقاً في التأهل لنهائيات كأس العالم، أقول رغم ذلك، هناك تقرير صحافي نشرته صحيفة الماركا الإسبانية واسعة الانتشار عن النجم الموهوب عمر عبد الرحمن كان عنوانه مثيراً للغاية «عموري يحدث ثورة في كأس آسيا»!!

راحت الصحيفة تتغزل في مستوى لاعب الإمارات، ومن ضمن ذلك قولها إنه عبقري، وأن قدمه اليسرى تسحر الناظرين في أي مكان بالعالم، وأبدت الصحيفة دهشتها من عدم احتراف هذا اللاعب حتى الآن في أوروبا رغم العروض التي جاءته من برشلونة والأرسنال وبروسيا دورتموند، وقالت إن المفاجأة كانت في رفضه العرض الأكثر جدية من نادي بنفيكا البرتغالي، إذ رفض عموري تحقيق قفزة في حياته المهنية بسبب تمسك نادي العين ببقائه مع الفريق على حد قول الصحيفة، وتسبب ذلك في ابتعاده حتى الآن عن أعين وسائل الإعلام العالمية!!

وعلى الرغم من أن تقرير صحيفة الماركا يسعدنا إلا أنه يقلب علينا المواجع، فنحن المنتخب الوحيد الذي بلغ المربع الذهبي الآسيوي دون أن يتواجد به لاعب محترف واحد خارج الحدود!!

هذه المعلومة تسعدنا وتوجعنا في آن واحد، تسعدنا لأنك أصبحت واحداً من كبار آسيا بلا احتراف خارجي، وهذا في حد ذاته إنجاز ضخم!! وتوجعنا لأن ما تحقق ربما يكون هو السقف الأعلى إذا ظللت على هذا الحال وسط غول الاحتراف الخارجي الذي عرف طريق معظم المنتخبات الآسيوية التي تحقق البطولات وتذهب إلى كأس العالم وما كانت لتستطيع بدونه أمثال اليابان وكوريا وأستراليا، إلى جانب إيران وأزباكستان والعراق!

آخر الكلام

Ⅶ دائماً أقول إن الاحتراف أشبه بالاقتصاد، فالاحتراف له شقان أحدهما داخلي والآخر خارجي، وكلاهما لا يقل أهمية عن الآخر، والاقتصاد القوي يعتمد على الاستيراد والتصدير، وكما أن ميزان الاحتراف يختل إذا غاب الاحتراف الخارجي فإن الاقتصاد يختل إذا اعتمد على الاستيراد وحده ولم تكن لديك القدرة على التصدير.. الميزان إذاً سيختل ويحدث التضخم، وكرة القدم هكذا إذا غاب الاحتراف الخارجي!!

Ⅶ سيظل احترافنا أعرج، وستظل طموحاتنا تصطدم وقت الحسم بمنتخبات الاحتراف الخارجي، هل عرفتم الآن لماذا تتوقف الألقاب عند النقطة الفارقة!!

Email