طاقة نور!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كما أن الكلمات اليوم ليست كالكلمات، فهي مباراة ليست كالمباريات!

لا يكفي أن تلعب بأقدامك لكي تفوز، فالمهمة صعبة!

لا يكفي أن تبذل الجهد لكي تفوز، فالمهمة صعبة!

لا يكفي أن تسدد، أن تمرر، أن تضغط، فالمهمة صعبة!

نحتاج اليوم إلى لحظات الإلهام.

نحتاج اليوم إلى طاقة نور نرى بها ما لا يراه الآخرون، نحتاج إلى التوفيق، ودعاء الأمهات!

نحتاج اليوم إلى اللعب بالقلوب، وليس بالأقدام فقط!

أحياناً تكون كرة القدم كما الحياة، شاقة وقاسية!

هي من المرات القليلة التي تلتقي فيها بالفريق البطل، وإذا تمكنت من الفوز عليه، ينتظرك الفريق صاحب الأرض والجمهور!

هي من المرات القليلة التي تتمكن فيها من عبور نهر، فينتظرك بحر هائج، عميق، لا ترى له شاطئاً!

هذه هي حال الأبيض الإماراتي الذي تجاوز البطل الياباني في ظرف صعب، فكان في انتظاره قارة بكاملها اسمها المنتخب الأسترالي في ظرف أصعب، إنهم أهل الدار، المتعطشون للقب الكبير، الحالمون بالكأس الآسيوية لأول مرة، الراغبون في إسعاد جماهيرهم الزاحفة كالمطر إلى ملعب المباراة اليوم!

نعلم جيداً أن البطولات الكبيرة لا تصنعها المصادفة، ولا تأتي بالمفاجآت، فالمفاجأة تستطيع أن تصنعها مرة، ولكنك لا تستطيع أن تصنعها كل مرة!

نعلم جيداً أنه لا مستحيلات في كرة القدم، آمناً بهذا الكلام في أعقاب الفوز على اليابان، فهناك من كان ينظر إليه على أنه من المستحيلات نظراً إلى قوة الفريق الياباني، وخبرته وإنجازاته واحتراف معظم لاعبيه في الدوريات العملاقة، في مقابل فريق ليس فيه لاعب واحد يلعب خارج الحدود، وعلى الرغم من ذلك فزنا لنؤكد مقولة إن كرة القدم حقاً لا تعترف بالمستحيلات.

لم نفز على اليابان برغم الفوارق الكبيرة بالمصادفة، فزنا لأننا لعبنا بواقعية، لأننا احترمنا المنافس ولم نهبه، آمنا بأننا بالفعل نستطيع، وصل التركيز إلى أعلى معدلاته، من المباريات النادرة التي لم نخطئ فيها، عندما سجلوا هدف التعادل، لم يكن بخطأ منا، بل بقدرات منهم، لكننا تمكنا من الصمود، لم يستطيعوا تسجيل هدف آخر، برغم أن اللحظة كانت في مصلحتهم.

نتفق على أن الفوز على اليابان يعليك، يزيدك، يرفعك، يختصر معك الزمن، يجعلك تزداد إيماناً بقدراتك وإمكانياتك.

هذه المعاني هي زادنا اليوم في موقعة أكثر صعوبة، ربما يكون الفريق الياباني أخطر بكثير من الفريق الأسترالي، لكن هناك أشياء أخرى ربما تجعل المعنى يختلف، فكرة القدم أحياناً لا تحسمها القوة فقط، نعم هناك أشياء أخرى، وهذه الأشياء الأخرى تنطبق على الأستراليين اليوم، لكننا بالتأكيد نتفهم ذلك ونضعه في حساباتنا.

آخر الكلام

** معنى الكلام أنها أكثر صعوبة، لكننا الآن أكثر وعياً وأكثر خبرة وأكثر تجربة.

** كما قلنا من قبل أمام اليابان، سنلعب بشجاعة وليس بتهور، سنلعب وأمامنا طاقة نور، سنلعب بقلوبنا أكثر من أقدامنا، وسنرضى بعد ذلك بكل النتائج، إذا فزنا سنحلق ونطير، وإذا خسرنا، فلن نغضب ولن نثور، فسوف نكون قد أنجزنا واكتسبنا المزيد من القوة والخبرات التي تعيننا على قادم الأيام.

** كل الأمنيات وكل الدعاء وكل المحبة.

Email