مفاجأة كوزمين!

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء الخبر الذي أوردته الصحافة السعودية أمس باعتذار المدرب الروماني كوزمين عن عدم تدريب المنتخب السعودي، بمثابة مفاجأة غير متوقعة بكل المقاييس، أسباب الاعتذار كما علمنا أن كوزمين كان قد طلب تأجيل مباريات كأس ولي العهد السعودي.

لكي يتسنى له البدء الفوري بمعسكر الإعداد أطول فترة ممكنة، قبل المشاركة في نهائيات كأس آسيا بأستراليا، تلك التي تبدأ اعتباراً من 9 يناير المقبل حتى 31 منه، لكن الاتحاد السعودي رفض طلب كوزمين.

وقرر استمرار مباريات ولي العهد الأمر الذي دفع المدرب إلى الاعتذار الفوري، وعلى الرغم من أننا لم نملك ساعتها تفاصيل زيادة، وماذا كان رد فعل الاتحاد السعودي على قرار كوزمين بالرحيل، إلا أنك لو سألتني الرأي في ما توافر لي من معلومات.

فسوف أقول على الفور إن كوزمين ربما يكون قد وضع العقدة في المنشار، وبالغ في تشدده مع الاتحاد السعودي الذي يسير على برنامج موضوع من فترة طويلة، وجاء كوزمين لكي يغيّر من هذا البرنامج فجأة ودونما سابق إنذار، وللعلم فالمباريات كان معداً لها سلفاً أن تقام اليوم وغداً.

في الوقت يتواجد فيه السيد كوزمين في إجازة قصيرة ببلاده لمدة يومين! وإذا كان المدرب يخشى الإصابات، فهي واردة في أي مكان، وليست بمأمن عن التدريبات، أما الإجهاد فإنه كان من الممكن أن يعالجه على طريقته الخاصة في ما تبقى له من وقت.

عموماً، هذا رأينا، والمدرب صاحب الرأي الأول والأخير، فهو الذي سيُسأل في النهاية عن النجاح والفشل، وهو الأقدر على قياس الناحية الفنية، وبالطبع من حقه أن يحافظ على اسمه وسمعته، في كل الأحوال الأمر يبدو شائكاً، والإنسان منا يكون أحياناً مع المدرب، لأنه المسؤول الأول.

وأحياناً لا يلوم الاتحاد السعودي الذي فجأة وجد نفسه في مأزق، فهو لا يريد أن ينسف برامجه، ويريد أن يحقق العدالة بين أنديته، ولا يريد أن يفتح باباً من العواصف التي لا تنتهي مع الأندية، إذا فاجأها باختلال البرامج وترحيل مفاجئ للمباريات، هو بالتأكيد سيكون له تأثيره في برمجة الموسم المزدحم في كل مكان باتحاد خليجي، بسبب إقامة دورة الخليج على مقربة من كأس آسيا!

عموماً، نتمنى أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق، لا سيما أن للموضوع حكاية نعرفها جميعاً عندما ذهب كوزمين معاراً من النادي الأهلي بقرار كريم من سمو ولي عهد دبي، وهو القرار الذي كان له صدى طيب بين البلدين الشقيقين.

مباراة الشباب والعين انتهت بإثارة كبيرة في دقائقها الأخيرة، عندما نجح العين في تدارك الخسارة بهدف إلى تعادل مثير حول معه لقب بطل الشتاء من الشباب إلى الجزيرة بفارق المواجهات المباشرة بينه وبين العين، وحقيقة الأمر أن الشباب أدى مباراة كبيرة، والتعادل جاء أشبه بالخسارة في الوقت الذي كسب فيه العين نقطة بالتعادل.

كلمات أخيرة

أكدت مباراة العين والشباب أن اللقب ليس مسألة وقت بالنسبة إلى نادي العين كما يظن الكثيرون، العين يفوز نعم، وبأهداف، لكنه ليس في حالته الطبيعية حتى الآن، وعانى كثيراً في مباراة الأمس لأسباب تخصه، ولأسباب تخص تفوّق الشباب في كثير من أوقات المباراة.

باب المنافسة في اللقب سيظل مفتوحاً هذا الموسم لكل من الشباب والجزيرة والوحدة إلى جانب العين.

عندما يذهب لقب بطل الشتاء إلى الجزيرة، فقناعتي الشخصية أنه أكثر الفرق استحقاقاً لهذا اللقب برغم معاناته الدفاعية، والفضل كل الفضل لهجومه الضارب الذي لا يقاوم، والذي يغطي دائماً على كل المشكلات الدفاعية، وعموماً هناك رغبة جامحة في حل هذه المشكلة، ومن حسن حظ الجزيرة أن فترة التوقف الطويلة تأتيه وهو على القمة، وهذا من شأنه أن يعطيه دافعاً إضافياً لحل مشكلة الدفاع، والمضي قدماً نحو المنافسة في اللقب.

Email