هزاع.. الكلمات والصدى

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أوقات الشدائد وفي لحظات الإحباط يكون للكلمات صدى وثمن. سمو الشيخ هزاع بن زايد، كبير الأسرة الكروية شعر بنفس الشعور الذي شعرنا به جميعاً، لا سيما اللاعبين وأجهزتهم واتحادهم، لذا لم تتأخر كلماته، بل جاءت معايشة تماماً للظرف الصعب، مواسية وحانية، متجاوزة ذلك إلى المديح والإشادة، حينما طالب سموه إخوانه اللاعبين بأن يعودوا للبلاد مرفوعي الرأس.

الأمر الذي لاشك فيه أن هذه الكلمات ليست مجرد كلمات تذهب لمجرد سماعها أو قراءتها، بل سيكون لها بإذن الله مردودها في الفترة المقبلة من أجل تعزيز الثقة والهمة قبل المشاركة المنتظرة في نهائيات كأس آسيا، والتي نعول عليها خيراً لسبب بسيط جداً، هو أن المنتخب يستحق أن يكون منافساً، بما يملك من رصيد يؤهله لذلك رغم فقدانه لقب الخليج!

معلوم أن التأثر لخروج المنتخب لم يكن ليحدث لولا أنه أبلى بلاء حسناً، وكان يستحق أن يواصل، وكثيرون عبروا عن ذلك بقولهم: «لو لم يسجل هدفين في الشوط الثاني من مباراة السعودية» لتتحول الخسارة بهدفين، إلى تعادل مثير يدغدغ المشاعر، «لو لم يصلح من أخطاء الشوط الأول.

ويؤدي بصورة بطولية في الثاني» لتتهيأ لإسماعيل فرصة الفوز في مشهد نادر، «لو لم يكن المنتخب طرفاً في أجمل ثلاث مباريات بالدورة»، نعم لولا كل هذا لما اعتصرنا الحزن والألم، ولما كانت كلمات سمو الشيخ هزاع الداعية إلى رفع الرؤوس، ومن ثم تجديد الثقة في الجميع لاعبين وأجهزة واتحاد.

ولم ينس سموه عنصرين مكملين، لكن يبقى دورهما محورياً في استكمال المشهد، فقد سعدت كما سعد كل إعلامي يؤدي رسالته ضمن منظومة الإعلام الوطني للدولة، بإشادته وتثمين الدور الذي لعبه الإعلام الإماراتي في هذه البطولة، وهذا من دواعي السرور الدافعة لمزيد من العطاء الواعي في مهنة صعبة ومؤرقة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وكانت الإشادة الثانية من سموه لتلك الجماهير التي تضع كل شيء خلفها، ولا تتردد في الذهاب خلف الأبيض في أي مكان هاتفة ومساندة.. «شكراً يا شيخ هزاع على كل شيء».

كلمات أخيرة

** رغم كل ذلك، لا ينكر أحد أن المنتخب كانت لديه أخطاؤه، لا سيما في الخطوط الخلفية كأسلوب لعب ومنظومة، ناهيك عن مستوى بعض الأفراد، إضافة إلى الحراسة التي لم تكن في أحسن حالاتها، وهناك تفاصيل صغيرة يعرفها مهدي جيداً، والكل يدرك أن المنافسة في آسيا ستكون أعقد وأشد، والآمال والطموحات في حاجة ماسة للاستفادة من الدروس من أجل تفادي الأخطاء وتعزيز القدرات.

** جميل من مهدي أن يعترف ويعلن مسؤوليته ويعدنا بالتصحيح، إنه وهو يفعل ذلك يفوت الفرصة على كل الذين يحبون الكلام، المهم أن يصدق مهدي، فالفريق في حاجة لعمل كثير قبل آسيا.

** محمد عبيد حماد، المشرف العام، أوجز مشاعر الحزن في كلمات مقتضبة قال: «مباراة السعودية لم تكن مجرد خسارة مباراة، بل كانت خسارة لقب».

** تصريحات «عموري» تحمل كل الاحترام لمدربه وهي في مضمونها اعتذار، وإذا كنت من أنصار عدم تكبير الأشياء بخاصة عندما ترتبط بظرف صعب، ورغم ذلك فكل من يحب فن عمر عبدالرحمن عليه أن ينصحه من أجل القادم، الناس من خلق آدم حتى الآن، لا تحب المتكبرين!

** مباراة الافتتاح تتكرر في الختام في مشهد كروي نادر الحدوث، وإذا كان التعادل هو سيد الموقف «أيامها»، فلن يجدي اليوم لا للسعودي ولا للقطري، إنه يوم الإلهام والتفاصيل الصغيرة!

Email