عيب في حقك ..!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

 هي بالمنطق، الفرصة الأخيرة أمام الأبيض الإماراتي إذا أراد أن يستمر في حملة الدفاع عن اللقب، والفرصة الأخيرة المقصود بها الفوز على المنتخب العراقي الشقيق اليوم في الجولة الثالثة والحاسمة المعنية بالتأهل إلى المربع الذهبي للبطولة، ورغم قناعتي بأن المباراة فرصة أخيرة بالفعل، إلا أنني أكره، أو بمعنى آخر لا أحب أن تكون هذه الكلمة مرادفة لمنتخب الإمارات في مباريات الدور الأول .. » تو الناس « !

عيب في حقك يالأبيض، ولن أقول، وأنت البطل، فهذه كلمة من الماضي، ولكن أقول عيب في حقك أن تسمح لنا لأن نقول فرصة أخيرة، وأنت تملك هذا المخزون المبهر الذي ظهر في الشوط الأول أمام الكويت، من كان لديه هذا المخزون فلا بد وان يستمر حتى النهاية !

عيب في حقك، أن تقدم أفضل أداء في البطولة حتى الآن وبمستوى راقٍ انتشاراً وسرعة ومهارة واختراقاً وتسجيلاً ممتعاً ثم تخرج !

عيب في حقك، أن يقول عنك رجل في مقام النجم اللامع التونسي طارق ذياب، أنك منتخب من نوعية أخرى، ولديك لاعب من طراز آخر يغرد وحده خارج السرب » عموري « ثم تخرج !

لم يئن الأوان بعد يا مهدي، نعم » تو الناس « نحن لم نشبع بعد، لم نرتوِ بعد، فالدقائق العشرين الأوروبية في شوط مباراة الكويت الأول تشفع لهذا الفريق، لقد كانت كرة قدم استثنائية بمعنى الكلمة، وأتشرف أنني بشرت بها قبل اللقاء، فقد كنت وما زلت أقول إن هذا المنتخب يختزن ما لم نشاهده بعد، وبداخل لاعبيه ما يؤهلهم للذهاب نحو نهائي البطولة دونما مشي على الأشواك أو رقص فوق الحبال !!

ليس مطلوباً منك سوى تجديد الذاكرة، إنعاشها، ليس مطلوباً سوى استدعاء المشهد الكويتي نفسه، ليس مطلوباً سوى لحظات الصدق الكروي، نعم ليس مطلوباً سوى الإصرار على الإبداع فهو في داخلنا ينتظر إشارة المرور!

أيها الأبيض الإماراتي، مر، انطلق، استمر، فليس من مصلحة الدورة أن تخرج، وليس من العدل، أن تكون الدقائق العشرون في مباراة الكويت، هي الخيط والمخيط، هي كل ما نملك، هي كل ما عندنا !!

نعلم علم اليقين أن هناك شبهة إجهاد من مسابقة كانت مضغوطة ومرهقة، ومن مباريات ودية ربما زادت شيئاً، لكن الأمر لم يصل إلى حد أن يكون ذلك عائقاً، فبشيء من الكياسة والفطنة، ومهدي خبير في تصريف الجهود.

كن على ثقة أنك ما زلت الأفضل بما أظهرته من نوايا في اللقاء الأزرق، لكن عليك أن تتعلم مما حدث لحظة، تحديداً لحظة أن تعطيك الكرة ظهرها، لا بد وأن تكون قادراً على إجادة اللعب بدون كرة، تماماً مثلما تجيد وهي معك !

كلمات أخيرة

أرجو أن يكون منتخبنا في لحظات الإفاقة، في يوم الإصرار والتركيز، في يوم » الفوقان « في لحظات الإلهام التي تعتري عموري، فتعتري جميع اللاعبين بلا استثناء، اسألوا الحمادي ومبخوت وخليل وبقية العنقود !

لا يبقى إلا أن يرتقي الجميع إلى مستوى الحدث، إلى مستوى اللحظة، وهي تستحق أن نضحي من أجلها، وإلا، يبقى عيب في حقك !!!

Email