كرة النار ..!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبحت ورطة الميركاتو التي وضع فيها اتحاد الكرة نفسه مساء يوم 2 أكتوبر الجاري بقرار متسرع يمدد فترة قيد اللاعبين ساعتين أشبه بكرة النار!!

هذه الكرة الملتهبة رمينا بها في ملعب الاتحاد الدولي من أجل إيجاد حل ناجع يقضي على المشكلة من جذورها، فإذا به يعيدها إلينا، ويحملنا مسؤولية ما صنعناه بأيدينا، وكأنه يقول لنا، »من يلعب بالنار عليه أن يتحمل هو العواقب«!!

وصل لاتحاد الكرة أمس رد جديد ونهائي من فيفا يعتبر المشكلة وما ترتب عليها شأنا داخليا يتحتم علينا حله بشرط أن يحقق هذا الحل المساواة بين الجميع »يعني باختصار أن يكون هناك إجماع وعدم اعتراض ولو جاء من طرف واحد فقط«!!

هنا تكمن المشكلة الحقيقية، نحن لا نعرف ثقافة الاجماع، وهي أبعد ما تكون عنا!! ولعل هذه الجزئية تحديدا هي التي دفعت يوسف السركال رئيس الاتحاد للجوء الفوري لفيفا فور بزوغ المشكلة وهو التصرف الذي لامه البعض عليه، فقد كان السركال يدرك طبيعة ما سوف يترتب عليها، لا أحد ينظر إلا لمصلحته الخاصة حتى لو كانت هناك مصلحة عامة في القضية، كل ناد يقول دائما أبدا أنا ومن بعدي الطوفان!!

وقد يقول قائل إن هذا مشروع في مجال التنافس الرياضي، كل صاحب حق هو أولى بحقه، وكل من أخطأ عليه أن يتحمل المسؤولية، ومن أجل هذا المفهوم هناك من يعطي الحق للجزيرة في احتجاجه على مشاركة اللاعب مينوز مع الأهلي، فهذا الاحتجاج كان أول توابع زلزال الميركاتو ولن يكون الأخير بصرف النظر عن وجاهة الاحتجاج من عدمه، وهناك ناديان دخلا على الخط هما الوحدة والفجيرة، فقد تساءلا هما أيضا عن مدى قانونية مشاركة مينوز، باعتبارهما قد تلاقيا مع الأهلي من قبل ويطمعان في النقاط الثلاث إذا كانت المشاركة غير قانونية كما تقول مذكرة الجزيرة!!

هذا هو الموقف الآن، ثلاثة أندية تندفع مرة واحدة لمجرد شك في قانونية لاعب ليس محسوبا من الخمسة أصحاب المشكلة الحقيقيين!! ولك أن تتصور كيف سيتصرف اتحاد الكرة في حل مشكلة هؤلاء الخمسة بشرط ألا يعترض أحد .. هذه هي المعضلة وهنا تتدحرج كرة النار في كل اتجاه!!

آخر الكلام

لا أحب أن استبق الأحداث في قضية منظورة بين ناديين، لكن مصادر قانونية محايدة شبهت احتجاج الجزيرة بأنه مجرد فرقعة وأن الأهلي موقفه القانوني سليم لأن »السيستم« تقبل أوراق اللاعب قبل فترة إغلاق القيد وهذا هو المهم، كما أن المادة 43 من التعميم السنوي تعطي للاتحاد الحق في إصدار بطاقة اللعب بعد ثلاثة أيام من التسجيل.

هناك من تعجب مثلي من رد الاتحاد الدولي باعتبار المشكلة محلية، وأننا أصحاب الحق في حلها شرط عدم تضرر أحد أو شكواه، والعجب مصدره أن فيفا اتخذ قرارين في هذه المشكلة، الأول جرمها والثاني حللها ولا تعليق!!

من خلال معرفة بالحال والأحوال، اتحاد الكرة في حاجة »لمساندة« حتى يستطيع حل مشكلة اللاعبين الخمسة بسلام!!

»ماذا لو«، مجموعة من التساؤلات يطرحها الأهلاوية بشيء من السخرية، ماذا لو وافقت لجنة الانضباط، وهي بالمناسبة لجنة عمياء، ليس لأحد سلطان عليها، ماذا لو قبلت احتجاج الجزيرة، هل يخسر الأهلي أيضا نقاطه أمام الفجيرة وأمام الوحدة؟! الإجابة لدى كرة النار، فمن يا ترى الذي قرر إشعال النيران في كرة الامارات!!!

Email