الأخطاء الغبية !!

ت + ت - الحجم الطبيعي

المدرب البلجيكي الكبير لفريق الجزيرة إيريك جيرتس كان صادقاً مع نفسه ولم يشأ أن يلتمس التبريرات لخسارة فريقه القاسية أمام الأهلي بل أكد أنها خسارة منطقية نظراً للأخطاء الغبية والساذجة التي ارتكبها فريقه خلال المباراة بشكل مستفز!

والشيء الآخر الجميل في تصريحات هذا المدرب، الذي يعشق البطولات، يكمن في امتداحه للفريق الأهلاوي المنافس فقد قال عنه إنه كان الأخطر على مستوى الهجوم في كل مرة وصل فيها منطقة جزاء الجزيرة.

وإذا كان لي أن أتحدث عن هذه المباراة تحديداً فلأنني لم أرها فقط بمنطق أنها اهم مباريات الجولة فحسب، بل هي بمنطق حسابات الأقوياء، كانت ذات دلالة من الممكن القياس عليها مدى قدرة الفريقين معاً على المنافسة هذا الموسم.

إذا بدأنا بالأهلي، فمن المهم أن نقول إنه أقنعنا بأنه لازال رقماً صعباً، وأنه سيقاتل من أجل الحفاظ على لقبه، وإذا قال قائل إن هذا الكلام يتعارض مع النقد القاسي الذي وجهته للأهلي بعد خسارته المدوية من الشباب في البدايات الأولى من الموسم، أقول إن كرة القدم هي بطبعها لعبة متغيرات، ومن الطبيعي والحال كذلك أن تكون الآراء هي الأخرى متغيرة حسب المواقف والأحداث، الثبات على الرأي قيمة جميلة إلا في كرة القدم، فليس من المقبول من أجل الثبات على الرأي أن أقول عن الأهلي إنه لم يستحق الفوز على الجزيرة مثلاً! الصحيح أن الأهلي بقدر ما كان مشتتاً أمام الشباب بقدر ما كان في حالة تركيز مدهشة أمام الجزيرة، ولعلني أتفهم أنه اختار هذه المباراة تحديداً لكي يرتدي من خلالها عباءة الموسم الماضي ويقول كلمته من الباب الواسع وقد حدث، والأهم الآن أن يكون الأهلي قادراً على تحضير هذه الروح البطلة في المباريات القادمة سواء كانت بقدر مباراة الجزيرة أو أعلى أو أقل منها.

وعندما نذهب إلى الجزيرة يطل على الفور مشهدان، الأول يتعلق بالقدرات الهجومية الهائلة التي جعلته يسجل الرصيد الأكبر من الأهداف هذا الموسم، والثاني يتعلق بالقدرات الدفاعية الفاشلة التي جعلته يستقبل عدداً هائلاً من الأهداف في مرماه، وقد تجلت هذه الأخطاء الدفاعية مع الأهلي بصورة دفعت المدرب البلجيكي لوصفها بالغبية والساذجة والمستفزة، ولعله من البديهي أن نقول إنه مهما كانت القدرات الهجومية فلابد من إيجاد حل ناجع لسد العجز الدفاعي إذا أراد الجزيرة أن يظل في دائرة الضوء منافساً قوياً.

وإذا كان المدرب جيرتس قد اعترف بالمهازل الدفاعية فالسؤال هنا يبدو منطقياً، والسؤال موجه للمدرب نفسه »ما هو دورك يا سيدي في هذه الأخطاء الساذجة والغبية، نتفهم أن الأخطاء الفردية مسؤولية اللاعب في المقام الأول وهي التي وصفتها بالغبية، ولكن ماذا عن أخطاء التنظيم، أليست من صميم عمل المدرب«؟!

كلمات أخيرة

** في كل الأحوال أرى أن الأهلي سيظل منافساً قوياً ولم أنفِ عنه ذلك حتى وهو في لحظات الضعف التي تسبب فيها فريق الشباب، كما أنني لازلت مؤمناً بقدرات الجزيرة على المنافسة على الرغم من الأزمة الدفاعية، بالتأكيد هناك حلول تنظيمية مطلوبة من المدرب وحلول فردية ربما تتطلب الاستعانة بصديق في ميركاتو الشتاء!

** في السنة الماضية أشار الأهلي لنفسه من اللحظات الأولى، أما في هذه السنة، فحتى هذه اللحظة لم تتحدد ملامح البطل قدر ما تحددت ملامح البطولة، هناك العين والأهلي والجزيرة والوحدة والنصر والشباب، وبوابة اللقب مفتوحة وعلى الراغبين الدخول قبل الإغلاق!!

Email