لا تظلموا جيان!

ت + ت - الحجم الطبيعي

خرج العين من نصف نهائي دوري أبطال آسيا، أي قبل نصف خطوة فقط من النهائي فـ»هارد لك«، ووصل بديلاً عنه الهلال السعودي لأنه باختصار الفريق الذي يستحق، نبارك له ونتمنى أن يكون اللقب من نصيبه، وأود أن أورد بعض الملاحظات قبل أن نغلق هذا الملف:

أولاً: من الإنصاف أن نقول إن العين هو الفريق الإماراتي الوحيد الذي وصل إلى نصف نهائي هذه البطولة، وعندما خرج منها لم يكن أمامه سوى نصف متر، إذا جاز التعبير، ليبلغ النهائي، وفارق كبير بين هذا وبين الخروج المبكر من دوري المجموعات مثلاً، ناهيك على أنه أيضاً الوحيد الذي سبق له الفوز بلقبها.

ثانياً: ليس من باب استفزاز العين أن أقول، إن الفريق الأفضل هو الذي فاز بمجموع المباراتين، والأفضلية هنا حسمتها مباراة الذهاب في الرياض عندما انتهت بفوز الهلال بثلاثية نظيفة، ففي مثل هذه المواقف يكون قد قضي الأمر بنسبة هائلة، ولا يتبقى إلا الاستثناءات والتشبث بالأمل، من منطلق أن كرة القدم لعبة مستديرة ليس فيها مستحيلات، وربما هذا هو الذي فعلناه بالضبط، ففي الوقت الذي أكدنا فيه مراراً وتكراراً أن المهمة صعبة، لم نمنع أنفسنا من تأييد الشعار الوطني »نعم نستطيع« من باب المؤازرة والمساندة والتشبث بمشروعية الأمل لأن كرة القدم فيها كل شيء، وكنا نفعل ذلك رغم الإيمان العميق بأن المهمة في غاية الصعوبة.

ثالثاً: من القسوة أن نعتبر طرد اللاعب الكبير أسامواه جيان سبباً رئيساً في الخروج من البطولة أو حتى أحد الأسباب، ومن القسوة أيضاً أن نوجه له اللوم الشديد على ما حدث منه من خشونة أو انفعال! من كانت يده في النار ليست كمن كانت في الماء، المباراة كانت استثنائية بحجم الضغوط الهائلة المحيطة بها، وقبل تصرف جيان بأربع دقائق فقط كان الهدف القاتل الذي سجله ناصر الشمراني، وأنهى كل شيء، ناهيك عن الرقابة الغليظة التي تعرض لها جيان حتى موعد طرده!

رابعاً: الدفاع عن جيان ليس هدفاً في حد ذاته، بل هو للتأكيد أن الخروج كان سيحدث به أو من غيره، فالعين سجل هدف الفوز بعد طرده، لأن فريق الهلال كان قد أنهى المهمة بصورة نهائية بعد الهدف الرابع وخفف عن نفسه حالة التركيز التي بلغت أكثر من 200 % حتى الدقيقة 66 موعد هدف النهاية!

خامساً: ما حدث لا يعيب العين لا من بعيد ولا من قريب، ولكنه يفيده ويزيده خبرة ومراساً، فالبطولات لا تأتي إلا من كثرة الاحتكاكات والمشاركات الدائمة واختزان الخبرات، والاستفادة من الدروس.

سادساً: هذه المرة الهلال كان الأفضل، وفي مرات سابقة العين كان الأفضل، هذه هي الحياة وهذه هي كرة القدم، وهذا حال الفرق الكبيرة.

سابعاً: أهم الدروس المستفادة ليست من مباراة العودة، بل من مباراة الذهاب عندما كانت الخسارة بالثلاثة، يجب ألا ينساها العين، ويجب أن يحفظ عن ظهر قلب الأسباب التي أدت إليها حتى لا تتكرر، لأن مثل هذه النتائج تضعك فوق صفيح ساخن في مباراة العودة، حيث يكون »ويلك ويلين« فأنت تريد أن تسجل كماً كبيراً من الأهداف في فريق كبير بشرط ألا يدخل مرماك هدفاً!

آخر الكلام

** الصفحة طويت لنفتحها من جديد، الحياة مستمرة، والطموحات مستمرة، المهم أن نعمل بجد ومن لا يأتي اليوم سيأتي بالتأكيد في الغد، ولا تلوموا جيان، فالضغوط كانت هائلة، والموقف كان صعباً، ونحن بشر!

Email