الممكن والمستحيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

هي بالتأكيد واحدة من المهمات القاسية، لكن هذه الحالة الوطنية التي تعيشها البلد خلف فريقها العيناوي، هي في حدّ ذاتها حالة رائعة، بصرف النظر عن أي شيء آخر.

« نعم نستطيع » ليس شعاراً ترفعه الإمارات للوقوف خلف الزعيم العيناوي، في مواجهة فريق الهلال زعيم الأندية السعودية، في مباراة الإياب المؤهلة إلى نهائي دوري أبطال آسيا، بل هو مساندة حقيقية وملموسة من أجل تجاوز هذه المباراة بكل ما فيها من صعوبة بل قسوة، إذ إن الفريق الذي يمثل أبناء الإمارات في حاجة ليس لفوز فقط لكي يتأهل بل في حاجة « كبشة أهداف » إذا جاز التعبير لكي يتأهل.

 معلوم أن الفريق السعودي أنهى لقاء الذهاب بالفوز بثلاثة أهداف نظيفة وهي كما تعلمون في عرف كرة القدم نتيجة كبيرة تكاد تحسم الموقف لصالح الهلال، إذ يتطلب الأمر تسجيل أربعة أهداف بشرط ألّا يدخل مرمانا هدف وهذه قصة أخرى !

المباراة إذن بين الممكن والمستحيل، هي بلغة كرة القدم ممكنة بالتأكيد، لأنها لا تعرف المستحيل، فلا أحد يستطيع أن يتكهن بما يمكن أن يحدث خلال ساعة ونصف أو يزيد، فكثيرة هي المباريات الحافلة بالأحداث المفاجئة التي تقلب الأمور رأساً على عقب، وكثيرة هي العبر والدروس.

فما أكثر المباريات التي انقلبت نتائجها من الضد إلى الضد في التاريخ ومع الأندية السعودية نفسها، ويكفي أن نقول إن الاتحاد السعودي عندما فاز بأول ألقابه في دوري أبطال آسيا قلب الخسارة على ملعبه بالثلاثة من بطل كوريا إلى فوز بالخمسة هناك فاستحق اللقب.

ودعونا نقول أولاً إن شعار كلنا نستطيع لا يمكن أن يكون شعاراً حقيقياً دونماً أن يمتلئ الملعب بأصحابه اليوم، وإلا كان شعاراً خاوياً لا يقدم ولا يؤخر !

ودعونا نقول، إن التواجد الجماهيري الملفت في الملعب لا يؤتي ثماره دونما هتافات مدوية وشد أزر لا يتأثر بأي شيء سلبي لا قدر الله !

ودعونا نقول، إن كل ذلك وغيره عوامل مساعدة لشيء أساسي جداً وهو حالة اللاعبين في الملعب ومن هنا تأتي الوصايا العشر للاعبين وأوجزها في هذه النقاط السريعة :

أولا: في مثل هذه المباريات الاستثنائية لابد وأن تتخلص أولاً من الآثار السلبية للمباراة الماضية لاسيما النفسي منها.

ثانيا : يتطلب الأمر التضحيات ، وهو بذل غير المعتاد من الجهد والقتال في الملعب.

ثالثا : الحرص كل الحرص على نظافة شباكنا، ونحن نندفع بقوة من أجل هزّ شباك الفريق المنافس، أقول ذلك لأن هذه النقطة تحديداً تكمن فيها الصعوبة والقسوة، فهدف واحد فقط من الضيوف قد يحولها من مهمة صعبة إلى مهمة مستحيلة !

رابعا : دعونا نفترض الأسوأ، لا قدر الله، ففي حالة دخول هدف مرمانا، أتمنى، رغم أنني أعلم مدى صعوبته، أن يتماسك الجميع لا سيما اللاعبين، لا يجب أن يتكرر المشهد، فعندما أصيب مرمانا بهدف هناك انصدمنا وحدث بعد ذلك الانهيار !

خامسا : في مثل هذه المباريات نعم تبقى الكلمة الأولى لقدراتك الفنية، لكن في بعض المواقف، وهذا أحدها، يكون التحلي بالشجاعة أهم من أي شيء آخر !

سادسا : إذا كان مطلوباً كلُّ شيء في كرة القدم من اللاعبين اليوم لأنهم الأساس ، فالمطلوب من المدرب الكرواتي زلاتكو أن يقدم هو الآخر خلاصة قدراته وخبراته وأن يكون قادراً على حلّ المعادلة الصعبة « كيف تسجل أهدافا غزيرة ولا يدخل مرماك هدفا» !

كلمة أخيرة

لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، الهلال فريق كبير، والعين فريق كبير، ليس مطلوب منك إلا أن تقدم كل ما يمكنك تقديمه، فوزك وتأهلك يسعدنا، وتأهل منافسك لا يعيبك، ولن يكون نهاية العالم، شدوا الحيل خذوا بالأسباب والباقي على الله.

Email