شيء في خاطري

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يتعود قلمي المديح لكن والله هذا ليس بمديح . من تابع منكم البيان الرياضي بالأمس لكان قد شعر بأكثر مما شعرت ، ولتأثر بأكثر مما تأثرت . أتحدث عن سمو الشيخ حمدان بن محمد أو عن فزاع ، تلك الكلمة الجميلة التي هي خير تعبير عن أشياء كثيرة تعيش في داخل هذا الانسان . فزاع يحرص على ملاقاة نخبة من الشباب الأبطال من ذوي الاعاقة خلال زيارتهم لمجمع ند الشبا الرياضي على هامش واحدة من انجح الدورات الرمضانية .

اللقاء من الممكن أن يكون شيئا طبيعيا من ولي عهد تجاه فئة خاصة من أبناء الوطن ، لكنه لم يكن كذلك ، كان لقاء إنسانيا فوق العادة ، لم يكن حميميا فحسب ، بل تميز بالأجواء المرحة والمداعبات ، والابتسامات ، كل ذلك حدث بصورة عفوية تدل على مكنون الشيخ حمدان وعلى وجدانه ومشاعره وحسه تجاه الآخر لاسيما لو كان هذا الآخر من ذوي الحاجات الخاصة.

ذكرني هذا اللقاء بمباراة رياضية في كرة السلة مع المعاقين أيضا وكانت المباراة على كراسي متحركة ، ولعب حمدان المباراة معهم مشعرهم أنه منهم ولا فرق بينه وبينهم ، وقد كانت هذه الحالة تحديدا هي التي شعر بها أيضا معاقو المتلازمة ، فلم يشعرهم للحظة بأنهم أقل منه ، وترك ذلك انطباعا هائلا كان من شأنه أن يسعدهم ويعطيهم الثقة والأمل في مواصلة الحياة بحب وحماسة مثلهم مثل الآخرين .

في يوم من الأيام وخلال ساعات العمل وقعت عيني على صورة لسموه في ميدان الهجن والأصايل ، استوقفتني الصورة التي كانت فيها الجمال تداعب سموه » خلي بالك « الجمال هي التي تداعبه وليس هو .

أخيرا وليس آخرا ، صادفت صورة لسموه وهو يرتدي ملابس الإحرام إلى جوار بيت الله الحرام ، وكلام الصورة على ما أتذكر » أتممنا العمرة بحمد الله «

إنه باختصار شيخ إنسان ، أنا مرة أخرى لم أمتدحه ، بل لفت انتباهي، وأنا صحافي ، هذه اللفتات الإنسانية لإنسان هو ولي عهد ، تماما كما تلفت انتباهه هو الآخر أشياء يعبر عنها من خلال القصيد ، الذي لم يبرع في كتابته ، قدر براعته في إلقائه .

نعم إنه حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم زاده الله انسانية وإلهاما وحبا ، ولا عجب ، فهذا الشبل من ذاك الأسد .

كلمات أخيرة

هي مقالة أخيرة أراد الله لها أن تكون عن شخص نحبه جميعا وقد جاءت هذه الكلمات وليدة للحظة ، عفوية ، كما يتعامل فزاع مع البشر الذين كرمهم الله بالحاجات الخاصة .

يتجدد اللقاء مع بداية الموسم إذا أرادت مشيئة الله سبحانه وتعالى، فله الأمر من قبل ومن بعد .

استراحة محارب كما يقولون ، بعد عام كامل مجهد وممتع في » البيان الرياضي« الذي وضعه الله في طريقي دون عمد أو قصد أو تخطيط ، وكان ذلك آخر ماكنت أتوقع ، وهذا طبيعي لصحافي قضى 30 عاما في » الاتحاد الرياضي « لدرجة أنه أصبح مكتوبا على الجبين .

استميح الجميع عذرا ، فأنا أعلم أن القلم حام ، كما هو الطبع ، وإذا كنت أخص ، فهو لا غيره ، يوسف السركال الرجل الذي أحبه وأحترمه وسأظل ، فالمساجلات بيني وبينه كانت هذا الموسم قد زادت من كلانا عن الحد ، سامح الله من كان السبب !

ويظل في خاطري الأستاذ سامي القمزي نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لمؤسسة دبي للإعلام الذي نجح في اقناعي للعودة لبلاط صاحبة الجلالة إلى جانب أخي أحمد الحوري رئيس القسم بعد أن كانت قد أخذتني سطوة الفضائيات في تلفزيون دبي لثلاث سنوات كاملة .. سامحك الله » يا بو خليفة « أعدتنا لمهنة التعب والشقاء ، بعد أن كنا نكشخ على الشاشة وتطاردنا النجومية في كل مكان !!

Email