ثقوب في الثوب الأحمر !

ت + ت - الحجم الطبيعي

هذه هي الدنيا، فمن كنا نباهي به بالأمس نستحله اليوم!

خروج الأهلي من التمهيدي الآسيوي كان له دويه وهذه طبيعة الأشياء.

لو لم يكن قد حقق الثلاثية لما أثار خروجه كل هذه الجلبة والضوضاء!

الفريق الإماراتي الكبير بخروجه من البطولة الأهم والأصعب يولد خلفه الكثير من الثقوب في الثوب الأحمر وليس فقط ثقبا واحدا!

مشكلة الأهلي أنه بعد إحرازه الثلاثية العملاقة محليا لم يصبح ملك نفسه ولا ملك جماهيره الحمراء فحسب، بل كان أشبه بظاهرة مجتمعية، كانت الناس كل الناس، ترى فيه أملا قويا قادرا على مقارعة أقوياء القارة، راهنوا عليه بعد أن شاهدوه مختلفا عن غيره، وعندما خسروا الرهان أصابتهم الصدمة، فانقلبوا وهذا حقهم!

لا تغضبوا من النقد، لا تغضبوا من الناس الذين وثقوا فيكم وأعجبوا بكم، ثم انقلبوا عليكم، قبل أن تغضبوا منهم، اعذروهم، واغضبوا من أنفسكم، لأنكم لم تستطيعوا استيعاب الموقف، لم تقدروا ماذا يعني أن يشجعكم وطن بأكمله وليس مجرد جماهير حمراء! أقولها صريحة رغم تقديري لكل الجهود: إن الأهلي كان يضع البطولة الآسيوية في مؤخرة اهتماماته، كان كل همه ولايزال، أن ينقض على كل ما هو محلي، وهذا حقه ولا خلاف..

ولكن أين حق الناس الذين نظروا إليه نظرة الفارس القادر على تجاوز الحدود! في منتصف الموسم تقريبا غرد عبد الله النابودة مؤكد أن الأهلي يضع بطولة الدوري في مقدمة اهتماماته وأتذكر أنه قال ما معناه "هل سيعذرنا أحد إذا خسرنا بطولة الدوري"!! كان هذا التصريح صريحا وواضحا أن بطولة الدوري وغيرها من بطولات محلية لها كل الاهتمام وكل الأولوية، ونحن بالطبع لا نلومه، وربما لو كنا مكانه لفكرنا بنفس الطريقة ولقلنا نفس الكلمات.

الوجه الآخر لهذه الكلمات أنها تترك آثارا غير مرئية في نفوس اللاعبين، وما عليك لكي تتأكد من ذلك إلا أن تتذكر ماذا كانت أحوال الأهلي في الآسيوية في أعقاب الفوز ببطولة الدوري، وماذا كان عليه الحال بعد الفوز بكأس المحترفين، ربما لو أمعنت النظر لعلمت أن الإنجازات المحلية قضت وبصورة نهائية على الحلم الآسيوي الذي تحول إلى كابوس !!

 

كلمات أخيرة

** ما تقدم ليس قسوة، ولا هو تحميل فوق الطاقة، بل هو شيء من الإحباط، أو قل هكذا هي الأحلام عندما تتكسر على صخرة الواقع !

** من الممكن جدا أن أجد ألف مبرر ومبرراً لخروج بطل الإمارات مبكرا من السباق الآسيوي، لكني لن أفعل، فأسوأ شيء في كرة القدم وأسهل شيء أن تجلس لكي تعدد المبررات! ** إذا كان هذا الموسم تحديدا كان موسم التحديات الداخلية للأهلي فنحن نعترف بذلك ونقر، لكننا في الوقت نفسه نقول إن التحديات الخارجية ولدت من رحم القدرة على مواجهة هذه التحديات، ولدت في الطريق، ولدت من رحم تكرار الإنجازات المحلية والانبهار بها، لكننا لم نتنبه إلى هذه المعاني الكبيرة فراحت!!

** على مدار أيام طويلة كنت ألامس هذه المعاني بين السطور، وكنت ألمح كثيرا لأهمية الاستمرار الآسيوي، كنت على يقين أن الإنجازات المحلية الكبيرة ستخدش، وأن البريق سيخفت ولو قليلا، عموما كل ما تقدم أهديه لكل من العين والجزيرة إذ ربما ينوبان أو يتفهمان أن الناس تريد منا أن نذهب بعيدا، وأن الأحلام أصبحت لا ترتبط بالداخل قدر ما ترتبط بالخارج .. نريد الآسيوية!!

Email