المتواضعون..!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت أطالع ما قاله المدرب الروماني الداهية كوزمين في المؤتمر الصحافي الذي سبق مباراة الأهلي والسد القطري التي أقيمت بالدوحة، ليلة أمس، في ختام الدور التمهيدي لدوري أبطال آسيا، تلك المباراة التي لا أعرف على أي نحو انتهت، وما مصير تأهل الأهلي من عدمه، إذ لم يكن في حاجة إلا لنقطة وما أدراك ما تلك النقطة.

نعود لما قاله كوزمين، لأنه شغلني واستوقفني، فقد تحدث عن قيمة التواضع لدى لاعبي كرة القدم، بخاصة إذا كان الفريق مثل الأهلي الذي استطاع تحقيق ثلاث بطولات في موسم واحد..

 قال كوزمين قبل مباراة السد وفي أعقاب تحقيق الفوز بكأس اللقب الثالث: «أطالب لاعبي الأهلي بالتواضع إذا كانوا يريدون استمرار الإنجازات فيما تبقى من ألقاب الموسم، فمن دون هذا التواضع ستتوقف الإنجازات».

هذا المعنى المهم الذي قاله المدرب الروماني الكبير، حفزني لكتابة هذه الكلمات بصرف النظر عما إذا كان لاعبو الأهلي استمعوا للنصيحة فتأهلوا للنهائيات الآسيوية أم لم يستمعوا فخرجوا!

قيمة التواضع التي أشار إليها المدرب قيمة عالية ومهمة في حياة كل لاعب، لاسيما في أعقاب الانتصارات والإنجازات الكبيرة، وهذه القيمة أراها في المجمل ثقافة مفتقدة لا نعرفها ولا تعرفنا!

إذا كنت لا تصدق، ما عليك إلا أن تسترجع المباريات وليس البطولات، فالفريق أي فريق إلا من رحم ربي، عندما يحرز ثلاثة أهداف في مباراة قبل نهايتها يركبه الغرور والتعالي، ويذهب ناحية الألعاب الاستعراضية بدلاً من أخذ الأمور بجدية واحترافية من أجل زيادة الغلة، فما بالك إذا حقق بطولة، وما بالك إذا حقق بطولتين أو ثلاث، بالتأكيد «محدش حيعرف يكلمه»!

أعجبتني، وقد أشرت إلى ذلك في مقالة الأمس، الوصية التي أوصى بها مروان بن غليطة لاعبي النصر قبل مباراتهم في البطولة الخليجية: «تحلوا بالروح التي يلعب بها الأهلي وحقق من خلالها بطولاته»، ابن غليطة نهج بهذه الكلمات نهجاً جديداً لم نكن نعرفه في رياضتنا، إنه نهج التواضع، بخاصة عندما يطالب رئيس النادي لاعبي فريقه بأن يتخذوا لاعبو الفريق المنافس التاريخي، قدوة ومثلاً.

كلمات أخيرة

أتمنى بالفعل أن يكون لاعبو الأهلي استمعوا واستوعبوا كلمات مدربهم قبل مباراة السد وتأهلوا.

المدرب ليس 90 دقيقة، وكرة القدم ليست 90 دقيقة، كما يعلم بعضهم الناس غلط! فكرة القدم 390 دقيقة إذا جاز التعبير، كلمة واحدة من مدرب تكون نائمة في وعيه، وليست في وعي غيره، من الممكن أن تكون «أبرك» من تدريب أسبوع، ومن 10 محاضرات عن طرق اللعب وخلافه!

كلمة التواضع التي استخدمهما كوزمين بعد الثلاثية وقبل مواجهة السد القطري في الآسيوية من هذا النوع، حتى لو لم يستوعبها فريقه هذه المرة، فمن الممكن أن يستوعبها فيما بعد، ويكفي أننا تعلمناها أو على الأقل وضعناها في دائرة الضوء لمن يريد أن يستزيد!

سامي القمزي، رئيس مجلس إدارة نادي الشباب، لا يظهر إلا في الوقت المناسب، وقت الشدة، وقت شعوره هو بأن فريقه في حاجة لدفعة سواء في المحلية ليحافظ على وصافته، أو في الخليجية ليرتقي.

مرة أخرى وليست أخيرة الأدوار الإدارية من خارج الملعب، في بعض الأحيان، تكون أهم من أي شيء آخر.. يا ليت قومي يعلمون.

Email