الهزيمة المذلة وتعادل الستر!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لازلت على قناعة أن العين لازال لديه أكثر من ذلك بكثير.

أقول ذلك رغم الفوز الهادر الذي حققه على لخويا القطري القوي بخمسة أهداف كاملة، فكما كان الفوز العيناوي مفرحاً، كانت الهزيمة للفريق القطري مذلة، كل من شاهد المباراة في نهاياتها تحديداً كان يخالجه شعور بأن العين كان بإمكانه تسجيل المزيد، بعد أن توقف لخويا تماماً من فرط الإحباط، وعدم القدرة على مجاراة العين، الذي لايزال يلعب بنصف قوته المعروفة عنه.

العين الذي كان مصمماً على الفوز والذي ظهرت علامات ذلك في كل التصريحات التي سبقت المباراة والتي أفادت أن الفريق ذاهب من أجل حسم القضية، والتأهل المبكر لدور الـ16 الآسيوي وقد كان، والجميل حقاً أن يصبح الزعيم الإماراتي أول من يصل إلى النهائيات وكأنه يداعبه إنجاز 2003 الذي حقق فيه اللقب الأول لدوري أبطال آسيا.

تدور كلمات كثيرة حول نية العين في استبدال مدربه الكرواتي الشاب زلاتكو، ولست أعرف على وجه اليقين مدى صحة هذه المعلومات، لأنني أحد المعجبين بهذا المدرب، إلا أنني يقيناً أدرك أن العين يعرف مصلحته لاسيما إذا كان الأمر يتعلق بالمدربين، وإذا كنت قد اختلفت معه في واحدة من المرات القليلة عندما تعاقد مع الإسباني كيكي فلورس، فلم يكن ذلك بسبب ضعف في المدرب، بقدر ما كنت أرى أنه ليس الأنسب في تلك الفترة.

العين رغم كل شيء يستطيع أن يمضي قدماً في الآسيوية متسلحاً بأشياء كثيرة جداً من أهمها خبرته وسمعته وهما معاً يعوضان أشياء كثيرة لايزال الزعيم يفتقدها.

وإذا كنت أثمن الإصرار العيناوي في الآسيوية، فبالمثل أفعل مع الشباب في الخليجية، فهو الآخر قد تأهل، وجاء تأهله من عنق زجاجة، مترفعاً عن أحواله غير السارة في البطولة المحلية التي كاد يفقد وصافتها بفعل الهزائم المتكررة، ولعلني أحد الذين يستطيعون تفهم طبيعة هذه الخسائر، فلاعب الكرة عندما يتملكه الإحباط فمن الصعب أن تنشله من دائرته، فهي أحيانا كالحبل الذي يلتف حول الرقاب!

عموما نجح الشباب في تجاوز أصعب المواقف التي تمر بالفرق، وأعتقد أن ما حدث في الخليجية سيكون بمثابة طوق نجاة لكي يحافظ على وصافته في البطولة المحلية.

وإذا ذهبنا ناحية الأهلي وتفريطه بالفوز للمرة الثانية على التوالي أمام الهلال زعيم الأندية السعودية، هذا التعادل الذي وضع الأهلي في الموقف الصعب، وجعل مقعد التأهل يهتز كثيرا تحته، ورغم أنه لايزال في صدارة المجموعة، إلا أنها من نوع الصدارة الشكلية، طالما أن الفرق الأربعة - هو والهلال والسد وسبهان الايراني - تملك فرصة التأهل.

وعلى الرغم من كل شيء، فهناك تعادلات أشبه بالانتصارات، إذا قارنت ما بين تأثيرها وتأثير الهزيمة.

الهزيمة وحدها هي التي كانت كفيلة بأن تقسم ظهر الأهلي، فقد كنت ولا زلت أعتبر مباراة الهلال بوابة للمرحلة المقبلة، الفوز كان سيكون مفتاحها الأكبر، والهزيمة كانت ستكون قاضية، أما التعادل فقد كان أشبه بالستر الذي حفظ للأهلي ماء وجهه، فهو لايزال "بالتعادل" قادرا على الدفاع عن بطولة السبت بمعنويات عالية، ولايزال قادرا على الدفاع عن حظوظه الآسيوية في موقعة الثلاثاء القادم بنفس قوة الدفع المعنوية، لا سيما إذا تمكن من حسم لقب كأس المحترفين.

كلمات أخيرة

الجزيرة في كل الأحوال سيظل رقماً صعباً في موقعة السبت، ومن الإنصاف أن نقول طالما أنها مباراة كؤوس فإن اللقب مقسوم قسمة الحق على الفريقين.

Email