لا يا باكيتا!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنت سعيداً والشباب يجدد للمدرب البرازيلي باكيتا ثلاث سنوات كاملة، ليصبح أحد المدربين القليلين، الذي يصل عقده إلى  ما مجموعه خمس سنوات.. أقول ذلك رغم أنني لا أحبذ التعاقدات الطويلة حتى لو كانت بهدف الاستقرار، وإذا كان لكل شيء وجهان، أحدهما إيجابي والآخر سلبي.

فإن السلبي في هذه الحالة هو أن أي مدرب يعطي كل ما عنده لفريقه، خلال ثلاث سنوات، هذا إضافة إلى أن طريقته تصبح معروفة لدى المنافسين، ناهيك عن أشياء أخرى، مثل تسرب الملل لدى الطرفين أو هبوط روح التحدي، التي تشتعل أو تعود مع الجديد دائماً.

عندما أشدنا بخطوة الشباب كان الهدف منها إشاعة مفهوم الاستقرار وسط موجة " ترحيل المدربين"، التي أصبحت ظاهرة الموسم وكل موسم. وإذا كنت لا أحبذ، فأنا في نفس الوقت لا أعارض، فنادي الشباب أدرى مني بمصلحته بالطبع.

نعود لما نود قوله اليوم، وهو ما صرح به باكيتا بعد خسارته من الأهلي، وأتوقف عند طموحه هذا الموسم أن يبقى ضمن الأربعة الكبار، وأقول له بصراحة إنني أختلف معه تماماً، فهذا ليس طموحاً بل إحباطاً! فريق الشباب إذا جاء هذا الموسم في المركز الرابع مثلاً سيكون إخفاقاً وليس إنجازاً يا باكيتا..

كنت أتمنى منك أن تقول إن فريقك هدفه المنافسة على البطولة ولا غير. هل تعرف لماذا لأن الشباب هو المنافس حالياً، وهو الذي يستحق أن يظل كذلك فيما تبقى من الدوري، وهذه التصريحات الأخيرة محبطة للاعبيك، وتعفيهم من مسؤولية المنافسة، كما تعطي الآخرين الحق في أن يطمعوا في فريقك.

الشيء الوحيد الذي يشفع لك هو أن تكون وراء هذه الكلمات مناورة، وأن هذه التصريحات تتم بمعرفة الإدارة واللاعبين حتى تظل جذوة المنافسة مشتعلة في صدور اللاعبين.

أخطر ما في تصريحات باكيتا أنها جاءت في أعقاب مباراة الأهلي، وكأنه كان يرفع الراية البيضاء بعد الخسارة.. التوقيت هنا يا سيدي يحسب عليك ويدينك، وعليك مراجعة كلماتك ومراجعة خططك أيضاً، وأنا لا أقول ذلك بسبب خسارة مباراة، بل بسبب بطولة ما زالت في الملعب، وموقع فريقك في جدول المنافسة، يقول إنك ما زلت في صلبها.

كلمات أخيرة

قد يتبادر إلى الذهن أنني سأبدأ في مهاجمة المدرب، بعد أن كنت أمتدحه، بسبب خسارة مباراة، وهذا والله ليس صحيحاً، فأنا أحترم عمل هذا الرجل، وأحترم رأي الشباب فيه، لكن ليس معنى ذلك أننا لا ننتقده، عندما يتبادر لنا أنه أخطأ، فالمدرب مثله مثل غيره من البشر، قد يصيب أحياناً وقد يخطئ، وكرة القدم عموماً وجهات نظر.

بالمناسبة سألني أحد المتابعين سؤالاً يتعلق بباكيتا أيضاً، والسؤال يقول " ماذا لو لم يحقق الشباب أي بطولة بعد سنتين مثلاً من تعاقد الثلاث سنين" من منطلق أن كل شيء وارد، " هل يبقي علي المدرب أم ..... "، شخصياً أحيل السؤال إلى إدارة نادي الشباب فهي الأولى بالرد!

المباراة المقبلة للشباب واحدة من أهم مبارياته هذا الموسم، والمباراة المقبلة للأهلي هي الأخرى واحدة من أهم مبارياته هذا الموسم، بصرف النظر عن ماهية الفريق المنافس .. هل تتفقون ؟!

Email