عالم آخر!

ت + ت - الحجم الطبيعي

ستظل الإمارات الجميلة مديدة القامة عالية الهامة بـأبنائها أولاً وليس بأبنيتها الشامخة العملاقة التي تلامس السماء.. ستظل عالماً آخر في منظومة الزمن الجديد.. عالماً ثرياً عميقاً مدهشاً متحركاً.. وحلبة ياس التي شهدت بالأمس السباق الرئيسي لجائزة الاتحاد للطيران الكبرى لـ«فورمولا 1»، كانت نموذجاً لهذا العالم الآخر الذي أتحدث عنه.. فهي ليست مجرد سباق وليست مجرد جولة متميزة من جولات الفورمولا 1 العالمية..

أنظر إلى التصميم الهندسي للحلبة وما يصاحبها من فعاليات.. أنظر إلى البشر الموجودين هناك الذين يزيد عددهم على 60 ألف نسمة، أنظر إلى المتابعين للسباق نفسه حول العالم الذين تم تقديرهم من الوكالات العالمية بأكثر من 200 مليون مشاهد، أنظر إلى المشهد العام، إنه عالم ديزني، إنه عالم ألف ليلة وليلة الخيالي.

إنها فلسفة دولة الإمارات بساعديها القويين في أبوظبي ودبي.. ليست مجرد إبهار العالم بالشكل رغم أهميته لكن بالمضمون.. فالذي يستطيع أن يقيم كل هذه الدنيا في زمن قياسي ويحول الصحراء إلى جنة غناء، ويستطيع التصدي لكل الفعاليات العالمية بهذا القدر من النجاح، ويضيف إليها أشياء تلفت انتباه الخبراء والمنظمين العالميين، وتبهر المشاهد والمتابع لهذه السباقات العالمية التي تثير خيال الشباب في المقام الأول، والذي يستطيع أن يفعل كل ذلك.. فهو بالفعل يصنع عالماً آخر ويستحق تلك النظرة الجديدة التي أصبح ينظر بها العالم لهذه الدولة الفتية الذاهبة إلى النقطة البعيدة حيث يسكن النخبة في ذلك العالم الكبير.

 

كلمات أخيرة

لم تهدأ بعد آهات الجماهير.. جماهير الجاليات العالمية التي تسكن وتسعد.. أقصد آهات مدرجات مونديال كرة القدم للناشئين الذي بلغ ذروته وينتظر مربعه الذهبي الذي شمل أربع قارات عالمية يمثلها نيجيريا من إفريقيا والأرجنتين من أميركا الجنوبية والسويد من أوروبا والمكسيك من أميركا الشمالية.. نعم لم تهدأ آهات كرة القدم لندخل عالم هدير السيارات المدهشة المجنونة التي تثير آهات من نوع آخر.. إنها آهات الفورمولا 1 أشهر سباقات على وجه الأرض.

** رغم حداثة عهدنا مع هذا السباق العريق.. حيث إن العاصمة الجميلة تستضيفه للسنة الخامسة على التوالي، إلا أنك من فرط الاهتمام وروعة الفعاليات المصاحبة والاهتمام الكبير من القيادات وكبار المسؤولين تشعر بأننا أصبحنا خبراء في هذا المجال.

كان استقبال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المكتب التنفيذي لأبوظبي، كبار الشخصيات وضيوف البطولة واحتفاءه بهم إلى جانب إخوانه الشيوخ، بمثابة تقدير في محله لهذا الحدث العالمي.. وقد لفت انتباهي روعة مشاهد الحفاوة في الزمان والمكان.

من سنوات طويلة كنت مصاحباً للفيكتوري تيم في جولاته العالمية، وكنت أشاهد فعاليات واهتمامات مبهرة على هامش الحدث.. وكنت أقول في نفسي متى نتعلم من هؤلاء الناس كيف يكون التنظيم ليس دقيقاً فقط بل مبهراً.. أما الآن فأقول ما شاء الله.. فالمشاهد التي كنت أراها مبهرة هناك.. أصبحت أسطورة هنا.

Email