حديث الساعة

تشفير أم تطفيش؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا اعتقد أن هناك مشجعاً عربياً أو متابعاً كروياً سيقوم بدفع اشتراك لمتابعة ومشاهدة دوري لا يعرف عنه شيئا إلا ما ندر، ولنفترض جدلاً أن ذلك قد حدث فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يرقى إلى مستوى المتابعة التي ينشدها القائمون، وأصحاب فكرة تشفير مباريات دوري الخليج العربي في الإمارات العربية المتحدة !.

وعموماً فالفكرة لها وجهان أحدهما قد يبدو انه يسجل نجاحا أو ينتظر النجاح للحصول على عائد مادي تحتاجه الأندية جدا، وبمبالغ ضخمة لتتمكن من تطوير اللعبة ودفعها للأمام أسوة بما وصلت إليه في العالم من حيث المنافسة والأرقام الخيالية للاعبين، وهذا لم يأت بين ليلة وضحاها فهؤلاء لم يشفروا المباريات إلا بعد سنين طوال. وبعد أن أصبحت المدرجات تكتظ بمئات الألوف من الجماهير الذين يقطعون آلاف الأميال لمتابعة فرقهم التي يحبون ونجومهم الذين يشجعون في الدوريات الأوروبية التي أصبحت هواية عالمية غطت الكرة الأرضية.

أما في منطقتنا ورياضتنا فما زلنا في البدايات إذا ما قارنا ذلك بمن سبقونا في فكرة التشفير، وعلينا أن نحذو حذوهم حتى نصل إلى ذلك المستوى ونبدأ بجمع الأموال من خلال التشفير.

هذا الأمر حرم الجماهير العربية من متابعة أجمل الدوريات لدرجة أن هناك عدداً كبيراً من النقاد والمحللين الرياضيين لا يعرفون أسماء اللاعبين الإماراتيين، وأنا أحد هؤلاء بسبب هذا التشفير الذي كانت له ردود سلبية للغاية، لدرجة أنني أصبحت أتابع هذا الدوري من خلال المواقع الإلكترونية فقط !!

المسابقات المحلية الإماراتية هي الخاسر الأكبر نظراً لفقدان متابعي الدول الأخرى، عكس ما كان بالسابق عندما كانت متابعته ممتعه جداً، والجميع يترقب موعد مباريات دوري الخليج العربي نظراً للتنافس الكبير بين الفرق المحلية، ولا ننسى أيضا القاعدة الجماهيرية المتواضعة لدينا في الخليج.

والمؤسف أنه بسبب هذا التشفير فقد أصبحت هناك حالة من التوهان لدى معظم الجماهير الرياضية بسبب عدم معرفتهم بأسماء لاعبي الأندية خاصة الجدد منهم.

نحن لسنا ضد دعم الأندية بالأموال وإلغاء حالة الحاجة المادية الدائمة والمعاناة التي يتكبدها القائمون بسبب هذا العجز الذي يخفض من مستوى الطموح، لكننا نعتقد أن هناك استعجالاً في مثل هذا القرار، وإن وقته لم يحن بعد.

أخيراً وبالنظر إلى التجربة الإجبارية التي فرضت على دوري الخليج العربي المشفر فقد أثبتت عدم جدواها، حيث طالب الكثير من المجتمع الرياضي بإلغائها بعد أن عجزت عن جذب الجماهير إلى المدرجات، ولم تتوفر لها المقومات المطلوبة وبقي الحال كما هو عليه، كما إن المسمى الجديد للدوري في طريق الانتشار يحتاج إلى قنوات مفتوحة وليست مشفرة ليحقق ماهو مطلوب منه، اللهم إلا إذا استثنينا العائد المادي الذي ركز عليه من صادق على القرار ونسي كل الباقي من مستوى وانتشار وتقدم ومنافسة، فهل تهون الكرة ومصائر لاعبيها أمام ميزان الاقتصاد والمردود المالي ؟.

آخر الكلام:

ليس عيباً أن تخطئ ولكن الخطأ أن تستمر فيه !.

Email