على الدائرة

مهرجان الهجن

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرتبط التراث بماضي الإنسان ارتباطاً وثيقاً، كما يرتبط بواقع الحياة التي يعيشها ومستقبله، ويُعدّ التراث حجر الأساس الذي تقوم عليه ثقافة الأُمم والشعوب، يمنح كلّ شعب هويته وقيمته الاجتماعية والفنية والعلمية والتربوية وهو أهم الأركان الأساسية في الحضارة.

في الإمارات تحظى الرياضات التراثية باهتمام كبير من القادة والمسؤولين والقائمين على الحفاظ على الموروث الشعبي، ومن هذه الرياضات سباقات الهجن الأصيلة، والتي مارسها الأجداد منذ القِدَم وسار على نهجهم الآباء واجتهد الأبناء في إحياء هذا الإرث التاريخي.

تزامناً مع عام زايد، انطلقت هذا الأسبوع النسخة الأولى من مهرجان سمو الشيخ حمدان بن محمد للهجن، على ميدان نادي دبي لسباقات الهجن بمشاركة أكثر من أربعة عشر ألف مطيّة، من مختلف مناطق الدولة والأشقاء في دول الخليج برعاية كريمة ومتابعة ميدانية من سمو ولي عهد دبي - حفظه الله - ويقام المهرجان على مدار 11 يوماً ويشهد كرنفالاً تراثياً بصبغة عالمية ومنافساً للمهرجانات الأخرى التي تقام بالمنطقة.

اللجنة المنظمة وإيماناً منها بنشر رياضة الآباء والأجداد أعدت خطة عمل مميزة لجذب السياح والمقيمين لتعريفهم بأهم الفعاليات التراثية التي يقيمها النادي، وخصصت مجموعة من الحافلات لنقل الراغبين إلى مضمار السباق من مختلف مناطق دبي، ولزيادة الحماس والتشويق سمحت لهم بمرافقة أحداث السباق على طول المضمار حيث تبلغ الإثارة مدها بالقرب من خط النهاية، وجهزت العديد من الفعاليات المصاحبة لأيام المهرجان، التي دائماً ما تضيف رونقاً آخر للأحداث الرياضية وتوسع في قاعدة المشاركين والحضور، نذكر منها مزادات الهجن للراغبين في اقتناء أفضل السلالات والقرية التراثية ذات المواصفات الحديثة والتي تضم أكثر 120 محلا تجاريا مجهزا بلمسة تراثية جميلة، وعملت على استقطاب الأسر المنتجة وأعضاء مؤسسة الشيخ محمد بن راشد لدعم الشباب فئة المشاريع الصغيرة، والتاجر الإلكتروني بالتعاون مع الدائرة الاقتصادية.

ومن أهم فعاليات القرية متحف مقتنيات الإبل ومعرض ذهب العروس وتخصيص ساحة كبيرة لألعاب الأطفال وفعاليات المسرح المتنوعة.

يعي القائمون على نادي دبي لسباقات الهجن، أهمية الدور الإعلامي في نشر وإحياء هذا النوع من الرياضات التراثية، لذلك تمت طباعة العديد من الكتيبات بعدة لغات لإطلاع الزوار على أنشطة وفعاليات النادي، وتخصيص استديوهات واسعة للقنوات التلفزيونية الناقلة للسباقات، وتركيب شاشات عرض عملاقة وتوفير مركز إعلامي بمواصفات عالمية ونشر أخبار وفيديوهات يومية على مواقع التواصل الاجتماعي، والترويج العالمي عبر المشاركة في المعارض السياحية الخارجية بصفة مستمرة بالتعاون مع دائرة السياحة والتسويق التجاري.

وهنا لا بد من الإشادة بالكوادر الوطنية البارزة في إدارة التسويق والفعاليات بالنادي برئاسة النشط عبدالله الفلاسي في تسخير وتسهيل عمل رجال الإعلام.

النقاط التي تم سردها نموذج رائع لإدارة الفعاليات والأحداث الرياضية والتي نتمنى أن تستفيد منها الاتحادات والأندية الرياضية الأخرى، في عملية التنظيم والتسويق والترويج والتواصل والمسؤولية المجتمعية والذي تفتقده الكثير من هذه الكيانات، عبر عقد ورش عمل مشتركة والاستفادة من تجربة النادي.

"لقد ترك لنا الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه ونطوره ليبقى ذخرا لهذا الوطن وللأجيال القادمة»

زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

Email