الكورنر الرياضي

العصبية خارج الملعب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدثت عن العصبية الرياضية داخل الملعب فيما سبق وتحدث الكثيرون غيري عن نفس الموضوع ولكن أنا اليوم أطرح موضوعاً مختلفاً عن العصبية بشكله ومضمونه ألا وهي العصبية خارج الملعب، العصبية بين الأصدقاء، العصبية بين العائلة الواحدة، والسبب أن هذا الفرد ينتمي للفريق الأزرق والفرد الآخر ينتمي للفريق الأحمر وغيرهم للفريق الأخضر وتصبح العصبية للأندية الرياضية كالعصبية الحزبية، وهذا مؤشر خطير في المجتمعات المتجانسة والمترابطة وهي ظاهرة لا تبشر بخير.

العصبية التي أتحدث عنها نسبتها ضعيفة اليوم في مجتمعنا عكس ما نراه في بعض البلدان الأخرى وكيف أصبحت عندهم الرياضة تفرق بين الأفراد والأصدقاء والعائلات ولكن في الحقيقة بدأنا نلمس هناك بعض المؤشرات التي تدل على تزايد العصبية الرياضية في مجتمعاتنا وعلينا مسؤولية طرحها على المجتمع ككل للتحذير من هذه العصبية المقيتة وتوعية الناس بواسطة المنابر الإعلامية حتى لا يقعوا في فخ العصبية الكريهة.

الإعلام الرياضي بكل أشكاله المقروء والمسموع والمرئي وخاصة البرامج الرياضية الحوارية جميعهم مسؤولون مسؤولية مباشرة في توعية الناس وتحذيرهم عن الانجراف نحو هذا السلوك غير الصحي.

تأتينا الأخبار من كل مكان عن طلاق زوجين بسبب التعصب الرياضي أو مشاجرات بين الأصدقاء بسبب التعصب الرياضي، ونحن نعرف البعض من الأصدقاء تخاصموا وانقطعت علاقتهم بسبب التعصب الرياضي، وبالتالي من المهم طرح هذا الموضوع بكل جراءة وأن ننصح ونحذر المجتمع من الانجراف خلف العصبية الرياضية أو أي عصبيات أخرى.

العصبية لحزب أو فريق أو قبيلة.. الخ هي من الجاهلية وقد نهى عنها نبينا صلى الله عليه وسلم فقد جاءه أبو ذر رضي الله عنه، وقال له يا رسول الله سببت رجلاً فعايرته بأمه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنك امرؤ فيك جاهلية» من هذا الحديث الشريف نتعلم أن العصبية من الجاهلية وهي ليست من أخلاق ديننا الحنيف.

جميعنا نميل ونشجع ونحب فريقاً رياضياً بعينه ولكن حذار أن يتحول هذا الحب إلى عصبية تؤدي إلى بغض مشجعي الفرق الأخرى الذين هم جزء من نسيج هذا الوطن.

نحن نعيش في وطن واحد ونحن أسرة واحدة وقد أسست الأندية الرياضية لخدمة الشباب في ممارسة الرياضة والمنافسة الشريفة داخل وخارج الوطن، وعلينا جميعاً التقيد بهذه المبادئ السامية من رياضيين وإداريين ومسؤولين وجمهور وإعلاميين وأن لا نحيد عن هذه الأهداف الكبرى لمقاصد الرياضة.

جميعنا نحب أن نتنافس بشرف داخل الوطن الواحد، وجميع فرقنا الرياضية تحمل علم الوطن وأي فريق يشارك خارج الدولة هو يمثل الوطن ويمثلنا جميعاً بدون عصبية وهذا هو المنطق وعلى هذا السلوك علينا أن نكيّف أنفسنا، وننبذ أي سلوك يؤدي بنا إلى العصبية وإلى الجاهلية ويؤدي بنا إلى التفرقة ويحولنا إلى ألوان غير ألوان علم الوطن.

Email