السعوديون سبّاقون

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسعة لاعبين سعوديين مميزين يحترفون دفعة واحدة في الدوري الإسباني «لا ليجا» خطوة جبارة وخطيرة جداً للكرة العربية في طريق الاحتراف الحقيقي وقبل أشهر فقط من انطلاق بطولة كأس العالم في روسيا 2018 مهما تحدثنا عن فوائد هذه التجربة فلن نوفيها حقها خلال هذه الأسطر القليلة.

فهذه التجربة ستغير من وجه الاحتراف في منطقة الخليج العربي وستكون قفزة على الروتين الممل في احترافنا الخجول الذي يراوح مكانه منذ فترة طويلة بسبب الروتين والخوف من التجربة الخارجية مع وجود رواتب داخل دورياتنا المحلية تفرق رواتب «الخواجات» تجعل المجازفة بالذهاب للدوريات الأوروبية خطيرة وغير مأمونة العواقب في الكثير من الأحيان.

لذلك شاهدنا تجربة خليجية ناجحة للعيان هي تجربة الحارس العُماني المبدع علي الحبسي الذي صمد وحيداً في الاحتراف الأوروبي وأبدع وصبر وأمتع منذ سنوات طويلة، حيث عجز العديد من اللاعبين عن تكملة التجربة في العديد من الحالات لصعوبة تأقلمهم وقلة صبرهم وجلدهم على العديد من الظروف في القارة الأوروبية.

بصراحة ومن دون نفاق أعتقد أن الخطوة التي أقدم عليها تركي آل الشيخ مستشار الديوان الملكي السعودي، رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، تعتبر فرصة حقيقية لرفع مستوى اللاعبين السعوديين وزيادة خبرتهم في الاحتراف خارج المملكة، فالاحتراف الفعّال هو الاحتراف الخارجي لكي نستطيع مقارعة الفرق والمنتخبات الكبيرة في العالم، وإلا فإننا سنظل في مكاننا ولن نتطور ونبقى نتغنى بأمجاد وصولنا لكأس العالم في سنوات لم يكن الآخرون قد قدموا منتخبات قوية في اللعبة الشعبية الأولى في العالم.

طبعاً فكرة احتراف تسعة من اللاعبين الكبار والصاعدين من الملاعب السعودية وانتقالهم للدوري الإسباني بالذات فكرة جميلة ورائعة في حال نجاحها ولكنها كذلك تحمل مخاطر كبيرة وخصوصاً في حال عدم تأقلم اللاعبين السعوديين على الأجواء الباردة في إسبانيا أو في حال جلوسهم على مقاعد الاحتياط لفترات طويلة، أو عدم قدرة اللاعب العربي على القيام بمهمات اللاعب المحترف الحقيقي في الدوري الإسباني من عدد مرات التدريب والأكل الصحي والالتزام بالاحتراف داخل وخارج الملاعب والنوم المبكر، فالاحتراف الأوروبي والإسباني يختلف عن احترافنا العربي بكثير، ولكن الكل يتمنى نجاح التجربة السعودية لكي نقوم بتكرارها ونشرها في كل أندية الخليج العربي من دون استثناء.

وَمِمَّا يفرح القلب أن اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار في الاحتراف مميزون ويشكلون خيرة لاعبي المملكة من اللاعبين الشباب والراغبين في تقديم الجديد، أمثال سالم الدوسري ويحيى الشهري وفهد المولد وستة لاعبين غيرهم في تجربة فريدة من نوعها بكل معنى الكلمة.

آمل أن تفتح التجربة السعودية أمام لاعبينا في الإمارات وأمام مسؤولي كرة القدم لدينا المجال للقيام بعملية اتفاق مماثل للذي قام به السعوديون مؤخراً، فمنذ أيّام محمد خلفان الرميثي إلى يوسف السركال ولمروان بن غليطة تحدث الكل عن الاحتراف الخارجي ولكن إلى الآن لم نمتلك الشجاعة لفرضه على اللاعبين والأندية.

ولكنني أعتقد أن الوقت مناسب الآن بعد تحديد سقف الراتب للبدء بمساعدة لاعبينا على الاحتراف وإجبار بعض الأندية على التخلي عن بعض نجومها ومساعدتهم عن طريق الاحتراف الخارجي بتحسين المستوى لكن نستطيع المنافسة بعد أن ابتعدنا في الفترة الأخيرة وكثرت إحباطاتنا في الوصول منذ الثماني وعشرين سنة لنهائيات تفرح القلب وتسر الروح.

Email