كلام أخضر

اظهر وبان وعليك الأمان!

ت + ت - الحجم الطبيعي

سويعات معدودة وتنوخ راحلة خليجي 23 برحلها حين يلتقي منتخبا الإمارات وعمان في نهائي الدورة التي حبست الأنفاس طوال أسبوعين كاملين، لكن السؤال السهل شكلاً والصعب حد التلعثم مضموناً، أين سيطيب المقام للكأس، أفي أبوظبي أم مسقط؟!

قلت هنا قبل مباراتي نصف النهائي، إن المنتخبات التي لعبت فيه لم تكشف عن حقيقتها كاملة، إذ أبانت عن نصف وجهها الحقيقي، وغطت نصفها الآخر، وأن هذا الدور كفيل بأن يميط اللثام ليظهر وجه الأفضل كاملاً من بين المنتخبات الأربعة، لكن ذلك لم يكن حتى مع عبور منتخبي الإمارات وعمان للنهائي.

ما يمكن قوله بكل صراحة إن منتخبي الإمارات وعمان باتا قريبين من منصة التتويج بالكأس عن جدارة واستحقاق، لكن الصراحة أيضاً تقتضي القول بأنهما لم يظهرا أفضلية أحدهما على حساب الآخر، فسيناريو مباراتيهما في نصف النهائي لم يجب عن السؤال الذي ظل يتكرر بين جدران الدورة منذ اليوم الأول، وحتى ونحن على بعد لحظات من النهائي، وهو أي منتخب هو الأفضل في خليجي 23؟!

لعل سيناريو نصف النهائي زاد من تعقيد السؤال بدلاً من أن يساعد على الإجابة، خصوصاً وأن منتخب عمان فاز على البحرين بعد مباراة تقاسم فيها المستوى بهدف يتيم جاء على طريقة بيدي لا بيد عمرو، حينما آثر مهاجم منتخب البحرين مهدي عبدالجبار التكفل بالتسجيل في مرماه ليكتفي العمانيون بهديته للعبور للمباراة النهائية، فيما ارتضى لاعبو الإمارات والعراق لركلات الترجيح أن تحسم تعادلهما السلبي، ليبتسم الحظ للإماراتيين في الوقت الذي أخرج لسانه للعراقيين.

لا أتمنى أن يفهم من كلامي أنني لا أرى استحقاق المنتخبين الإماراتي والعماني في الوصول للمباراة النهائية، بل على العكس فوصولهما جاء بجدارة واستحقاق، لكنني ما زلت أفتش عن الفريق الأفضل منذ نصف النهائي على الأقل، فلا أجده، وأظن أن مثلي كثيرون، ولعلها جاءت الفرصة ليقول الأفضل كلمته، وأي كلمة هي حين تكون بحضرة الذهب.

أمور كثيرة ستلبس مواجهة الإمارات وعمان ثوب النهائي المرتقب، فمواجهة المنتخبين هي ديربي خليجي بامتياز، عطفاً على طبيعة مواجهاتهما التي كثيراً ما حملت الإثارة والندية، فضلاً عن أنها ستعيد سيناريو خليجي 18 يوم أن تواجه المنتخبان في النهائي الذي حسم بهدف إسماعيل مطر، وهو النهائي الذي لم يغب عن ذاكرة جماهير البلدين.

قبل ذلك فإن مواجهة اليوم تأتي بمعادلة التأكيد، أو رد الاعتبار، وأعني أن الأبيض يريد أن يؤكد استحقاقه بالفوز في مواجهتهما الأولى في هذه البطولة.

وأنّ ليس صحيحاً ما زعمه العمانيون بأن خسارتهم جاءت بأخطاء تحكيمية وركلة جزاء غيرت مجرى النتيجة، في الوقت الذي ينتظر من الأحمر أن يرد اعتباره من تلك الخسارة، وأي اعتبار حين يكون بتحقيق اللقب، وكل ذلك يجعلنا نقول للبطل وفارس خليجي 23 الذي سيحسم مع بطولته الأفضلية المطلقة: أظهر وبان وعليك الأمان.

Email