الخباز وبطولات الخليج..!

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بطولات الخليج السابقة والحالية تبقى متعة المدرج هي الحاضرة من خلال العشاق الذين يزحفون خلف منتخباتهم براً وجواً لبث الحماس وإضفاء ملح آخر على ملح التجمع.

إلا أن هناك ميزة تتمتع بها البطولات الأخرى القارية والعالمية وتغيب عن لقائنا الخليجي وهي كيفية استثمار هذا التجمع تسويقياً والكسب من العائد المادي للبلد المستضيف الذي يتحمل كل النفقات المترتبة على الدورة مثلما فعل سمو الأمير، حفظه الله الشيخ صباح الأحمد في تحمل أعباء خليجي 23.

حيث اتضح من خلال هذه البطولة والسابقة أن فكرة تسويقها وبيع نجاحاتها مازالت فكرة غائبة وقد يعود ذلك لوجود المتخصص أو لإحساسنا الداخلي أن أهداف الدورة ونجاحها لا يرتبط بالتسويق وهذا خطأ يجب استدراكه. وأتمنى أن توكل البطولات المقبلة لشركات متخصصة حتى وإن كانت عالمية لتسويقها واستثمارها جماهيرياً وإعلامياً حتى وإن استفادت هذه الشركات لأن المثل يقول (أعطي الخباز خبزه ولو أكل نصفه)!.

وفي مسيرتنا الكروية الخليجية المقبلة يجب أن نطبق هذا المثل على أرض الواقع قولاً وفعلاً، فالخباز هنا سيقدم للبلد المستضيف بطولة مربحة مادياً وهذا ما نهدف إليه ونتمناه.

في خليجي 23 لم يسعف المنظمون على البطولة من إيجاد شركة تسويق تقودها إلى ذلك كله بسبب ضيق الوقت فسارت الأمور هادئة تسويقياً ولكنها كانت شديدة السخونة من ناحية العمل التطوعي الذي لقي استحساناً كبيراً من جميع المتابعين خاصة فيما ظهر عليه حفل افتتاح البطولة والحضور الجماهيري الضخم الذي كان إحدى العلامات الأساسية لنجاح خليجي 23، وهذا يؤكد مقدرة وعطاء الشباب الكويتي المخلص والمحب لوطنه وخدمته من أي مجال كان.!

وحتى تكون الأمور أكثر وضوحاً للقارئ الكريم فإنه لولا الدعم الكبير والمتابعة المستمرة من حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد المفدى لكل كبيرة وصغيرة لما شاهدنا كل هذا الجمال والروعة الخلابة في حفل الافتتاح وبقية أيّام البطولة.

على كل حال فإن نجاح خليجي 23 كان وراءه رجال عملوا كذلك بجد واجتهاد وسهروا الليالي من أجل راحة ضيوف الكويت من أبناء الخليج إلا وهم رجال وزارة الداخلية من كافة قطاعاتها ولم يقصروا تجاه بلدهم من خلال عملهم الدؤوب والمتواصل، بالإضافة إلى اللجان الأخرى التي ربطت الليل بالنهار وسهرت حتى ساعات الصباح الأولى لكي ينتهي العمل قبل يوم حفل الافتتاح.

آخر الكلام:

باقة ورد لكل من عمل واجتهد وبذل الكثير لخدمة بلاده وإظهار خليجي 23 بهذه الصورة الرائعة التي صفق لتنظيمها كل من شاهدها فلهم كل الشكر والتقدير لأنهم أثبتوا أنهم هم الوقود الحقيقي الذي كان السبب الرئيس لنجاح البطولة.

 

Email