سيمفونية الوصل
فريق أجبر الجميع على احترامه، لم يتوقع الكثيرون رجوعه للمنافسة على بطولات الدوري لا سيما بعد سنوات عجاف عاشها لدرجة تحوله لحقل تجارب على مستوى المدربين والإداريين واللاعبين.
ولكن جاء الوقت الذي استرجعنا معه زمن اللعب الجميل، وذكريات سيمفونية الجمل التكتيكية والأهداف التي ما زالت في ذاكرتنا.. إنه الوصل.. الذهب الذي لا يصدأ أبداً، خاصة في هذا الموسم، الذي يعزف فيه لاعبوه أجمل الألحان لدرجة ترقّب الجميع بمختلف انتماءاتهم لمشاهدة إبداعات لاعبيه في جميع مبارياته.
ولو تساءلنا عن سر العودة المميزة للوصل بعد تلك السنوات، في حين ما زالت الكثير من الأندية الأخرى تراوح مكانها، بل تعود مسافات شاسعة نحو الخلف؟!
لوجدنا أن هناك إدارة واعية تعي أصول العمليات الإدارية باحترافية وقيادة تتميز بالحنكة والرؤية الثاقبة، بقيادة راشد بالهول، فما يميز إدارة الوصل عن الإدارات الأخرى أنها وضعت جلّ اهتمامها في تصميم منظومة متكاملة تشمل الفريق الأول لكرة القدم بعكس الأندية الأخرى، التي اهتمت بالفريق وتناست مقومات النجاح.
وسعت إدارة الذهب لتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، والابتعاد عن التصريحات والمانشيتات الإعلامية، التي أسقطت أسهم العديد من الإدارات الأخرى.
كما أن تواجد جهاز فني ولاعبين متجانسين على مستوى عال سواء محليين أو أجانب أسهم بشدة ولست مع البعض الذي يمجّد اللاعبين الأجانب ويتناسى أدواراً مهمة جداً للمحليين، فالوصل كتلة واحدة متجانسة تغلفها روح ورغبة واحدة.
وعلى المستوى الإداري لا يمكن إغفال الدور المؤثر للإداريين مثل المحنك محمد العامري، المدير الهادئ الذي يملك خيوط اللعبة الإدارية، ويحركها لمصلحة الفريق على كل المستويات الإدارية والفنية والقانونية والتطويرية، ويساعده فريق إداري متميز مثل حميد يوسف وغيرهما من الأفراد المتميزين الذين لديهم قدرة رهيبة على التعامل مع اللاعبين والإعلام.
ولا يكتمل أضلاع المربع إلا بتواجد جمهور الذهب الراقي الذي يتحفك بأهازيجه وتواجده خلف الفريق في كل إمارات الدولة، في حين نجد أندية كثيرة لا يتعدى جمهورهم العشرات.
تلك هي المعادلة التي عجز الكثيرون عن فهمها.
وشعار الوصل أسلوب حياة وليس كلاماً يغلف شعاراً إنما روح ورغبة وتحد لمؤسسة تسعى جاهدة لكسر المستحيل.
همسة:
«من وجهة نظري القائد الناجح هو من يستطيع إدارة مؤسسته في طاولة مستديرة»