على الدائرة

الشفافية بالأرقام

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحدثت مجالس الإدارات في الأندية والاتحادات الرياضية كثيراً عن الشفافية، وتلصقها بالمصداقية وتدعي الوضوح، تتحدث بكل جرأة عن الاحتراف وتطالب بتطبيق حذافيره، ولكنها تخشى وتتجنب الحديث عن الأرقام المرصودة للميزانية السنوية، وتتحفظ أكثر على ذكر الأرقام التي تتضمنها العقود المبرمة، فأين هي الشفافية؟!

الأموال التي تصرف وتهدر في الرياضة الإماراتية بشكل عام وكرة القدم بصفة خاصة، تفوق الخيال ولا يمكن أن يستوعبها العقل، وهنا لا نتحدث عن أرقام عقود اللاعبين المحترفين سواء مواطنين أو أجانب فقط أو تجهيز لاعب أو متسابق في لعبة فردية، إنما تشمل القائمة أيضاً عقود الأجهزة الفنية الأجنبية القريبة من التقاعد في بلدانها.

والمستشارين الفنيين والكشافين والوسطاء أصحاب العيون الخضراء الجميلة والآراء الوهمية، والأجهزة الطبية، وعقود المعسكرات التحضيرية الأقرب إلى الجولات السياحية، والأدوات الرياضية متواضعة الجودة والنثريات الموسمية السخية، وعقود صيانة المباني والمكاتب الفارهة.

وعينة من الموظفين المدللين المقربين من أصحاب القرار! فمتى يحكم العقل ونستدرك الواقع الأليم ونتقنن في الصرف، ونحاسب أنفسنا وندرك أن المال العام لابد ألا يهدر وهو أمانة في عنق كل مسؤول إداري منتسب لكيان رياضي أياً كان متفرغاً أم متطوعاً.

الإعلام الرياضي تداول في الآونة الأخيرة أرقام عقد اللاعب أحمد خليل مع فريق الجزيرة، وقيل إن اللاعب خاض 27 دقيقة وحصل على 7 ملايين درهم، أي 259 ألفاً عن كل دقيقة، هذه كلها اجتهادات ليس لها مصدر رسمي، والسبب أن صاحب الشأن لم يبادر بوضع النقاط على الحروف، ولم يطرق باب الشفافية بإصدار بيان يوضح فيه أسباب إنهاء التعاقد والمبالغ التي سيحصل عليها اللاعب بعد التسوية، ولكن ترك الموضوع للاجتهادات، وترك الآلة الحاسبة تدور وتعمل بفكر صاحبها!

لجنة تحديد سقف الرواتب التي أعلن عنها اتحاد كرة القدم، عقدت اجتماعات عدة، أعلنت بعدها جدول الأرقام وفئات اللاعبين، ولكن على الواقع لم نر أي نتائج إيجابية حتى الآن، لذلك نرى من الضروري حل اللجنة وتحويل الملف بالكامل إلى السلطة الأعلى وهي الهيئة العامة للرياضة، لتكون إحدى أهم الملفات الساخنة أمام فريق عمل المحنك يوسف السركال!

الحديث عن كشف الأرقام الواردة والخارجة داخل أروقة الكيانات الرياضية، والنتائج السلبية لرياضتنا، ذات شجون وتداوله الكثير من الخبراء والمهتمين، ولكنه لم يحرك ساكناً وبقي صامداً يفتح ويغلق في الحجرات المغلقة، وذهبت الشفافية والمصداقية أدراج الرياح!

Email