ثلاثي الأبعاد

«زهايمر» الرياضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن التسابق واللهاث وراء المناصب لمجرد الوجود في بيئة عمل ولمنفعة ما، هو أمر محزن، فكم من مشروع فشل، وكم مؤسسة دمرت، بسبب أفراد همهم الأول العضوية، وليست الإنتاجية.. نعم هذه هي حال الكثير من مؤسساتنا الرياضية باختلاف أنواعها ومسمياتها، وما يثير الاستغراب، هو تمسك الكثيرين بمقاعد الرئاسة أو العضوية، والقتال بمختلف الوسائل للوصول إلى معشوقتهم المتمثلة في لقب من ألقاب المسؤولية، بالرغم من عدم إلمامهم بأبجديات الإدارة الرياضية، وهنا مربط الفرس، الذي يشكل سبباً رئيساً في الإخفاقات المتعاقبة للرياضة الإماراتية.

والأدهى والأّمرّ، هو عدم التفاتهم لكل ما يقال، وعدم الاكتراث بما يتم طرحه في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، وإصراراهم على الخطأ بطريقة غريبة، وكثيرة هي التحليلات من قبل النقّاد والخبراء لواقع إخفاق رياضتنا الإماراتية التي حصروها في أسباب نحفظها جميعاً عن ظهر قلب، والمتمثلة في غياب الجمعيات العمومية والتشريعات والقوانين، وتجاهل تطبيق مبدأ المحاسبة، وتلاشي الشفافية والنزاهة، وغيرها من العوامل السلبية الأخرى.. ولكني هنا أطرح سبباً آخر بصيغة تساؤل.. هل أصاب البعض مرض الزهايمر الرياضة؟، وإجابتي تتمثل في قناعتي التامة بأن الكثيرين أصابهم هذا المرض، لم لا؟، والشواهد كلها تؤكد ذلك، ولكم الحق لاحقاً في الاقتناع بها أو رفضها، راغبين في المضي قدماً في جلسة القرفصاء ودفن الرؤوس في الرمال!!

أليس تعنت من يفترض بهم حمل هموم اللعبة وتجاهل الآراء ورفع شعار أنا وبس، نوعاً من مرض الزهايمر الرياضي؟، أليس من يقوم بتضليل الشارع الرياضي بأساليب رخيصة مصاب بمرض الزهايمر؟، أليس من يريد أن يحول أعضاء مجلس الإدارة كآلات تنفيذ مريضاً؟، أليس من يغلّب مصلحته الخاصة على المصلحة العامة، متشبعاً بمرض الزهايمر؟، أليس من يسعى لقطع أيادي التميز ووضع العراقيل أمام الآخرين، تضع علامة استفهام حول مرضه؟، أليس من يقف حجر عثرة أمام جيل الشباب المبدع الكفؤ، مصاباً وبقوة؟، وغيرها كثير من الأسئلة والشواهد الأخرى، وأنتم أعلم بها.

طبياً، الزهايمر داء يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته علي التركيز والتعلم، وقد يتطور ليحدث تغييرات في شخصية المريض، فيصبح أكثر عصبية، أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالة من حالات الجنون المؤقت... ولكم المقارنة، ولتمر مخيلتكم بمن تريدون.

لذا، إذا أردنا أن نعيد للرياضة هيبتها، يجب إبعاد مثل هؤلاء، فهذه الخطوة بداية طريق التصحيح.. ومتطلبات المرحلة القادمة لا تريد نوعية من يرى نفسه، ويتناسى الآخرين، فنحن مع وجود المسؤول المتمكّن، الذي يضع مصلحة رياضة الإمارات نصب عينيه.. هنا فقط، يمكننا رسم واقع رياضي جميل.

Email