الاتجاه الخامس

مبروك يا مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعوني أخرج بكم عما حدث في استاد برج العرب الذي شهد تأهل مصر إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب دام 28 عاماً. ودعونا نرى كيف حدث هذا التأهل. وبأي سيناريو فاز منتخب مصر على منتخب الكونجو وفي أي وقت، فكلها أمور متعارف عليها وتحدث في كرة القدم لآخذكم إلى ساحة أكبر وأوسع، فخلف الصورة التي رأينها للفوز والفرح ما كان هو أهم.

لقد حضرت في المباراة ورأيت الفوز بمنظور آخر، رايته بشكل مختلف عما رآه حتى الشعب المصري نفسه. فلقد رأيت الشوارع والمحال التجارية والبيوت والناس في كل مكان في مصر قبل المباراة وأثناء المباراة وبعد المباراة، وهو المشهد الأهم الذي أقف أمامه، مشهد يلمس بالمشاعر قبل العيون، فشيئان لم أرَ غيرهما. الأول علم مصر وهو في كل مكان وفي يد الجميع، والثاني دعاء متواصل كي يفوز ويتأهل.

المشهد قد لا يكون غريباً على الشعب المصري، ولا علينا إذا ما انفصل عن سياقه، لذا يجب أن نقف أمامه طويلاً لنتأمله، ونرى التأثير الذي أحدثته مباراة واحدة في كرة القدم، من توحد وانتماء وحب وشغف ووطنية.ما رأيته في مصر يفوق الخيال في مضمونه، فكل الناس كانت روح واحدة، انتماء واحد، الكل كان هناك بقلبه وعقله وروحه، نسي الجميع الأسعار والازدحام، فقط كان الوطن حاضراً.. ولو في مباراة.

هذا هو الحدث الذي يجب أن يرى، الفرحة بعد الفوز كانت أيضاً خارج الوصف، ذلك أنها كانت فرحة من أجل مصر وهي الفرحة التي كنت فيها ومعها، فمصر الوطن والأرض والتاريخ والشعب تستحق أن تفرح.

ويستحق أن يكون ممثلاً لنا في كأس العالم.هذا ما تعودناه من مصر. هذا الفوز صحح مسيرة السنوات السابقة من عدم التأهل، هذه المباراة قدمت لنا قوة كرة القدم في تعميق الانتماء وحب الوطن، وهو ما يجب أن يدرس، هل هناك ما يمكن أن يسعد شعباً أكثر مما رأيت في مصر.

مبروك لمصر بكل طيبة الأرض والشعب.. مبروك للرئيس السيسي وجه الخير على مصر.. مبروك لكل لاعب في منتخب مصر هذه الروح من الكفاح وعدم اليأس والثقة في أن الفوز سيأتي ولو كان في آخر دقيقة.. مبروك من قلبي لفرحة ضمت مائة مليون في لحظة واحدة ونحن معهم...مبروك فرحة تستحقها مصر ويستحقها الشعب الكبير العظيم ولتبقى الفرحة في مصر دائماً أبداً، ففرحها فرح لكل العرب ونصرها نصر لكل العرب.

Email