دوري الجامعات

أصبحت دولة الإمارات بفضل القيادة الرشيدة منارة العلم وشعاع المستقبل، ومن يقصد المعرفة من كل أنحاء المعمورة لجودة التعليم بمختلف التخصصات المعترف بها دولياً، وبحسب موقع وزارة التعليم العالي، فإن عدد الجامعات بالدولة قد تجاوز 70 جامعة على مستوى الدولة، بينما تشير الأرقام الصادرة عن مركز دبي للإحصاء إلى أن عدد مؤسسات التعليم العالي بالإمارة قد بلغ 59 مؤسسة وعدد الطلاب والطالبات تجاوز 60 ألفاً من مختلف الجنسيات والثقافات، إلا إننا إلى هذه اللحظة نفتقد الاتحاد الرياضي الجامعي، الذي يمكن أن تنضوي تحت مظلته المسابقات والبطولات ويعمل على وضع اللوائح التنظيمية وفق القدرات والإمكانيات المتاحة للبطولات الجامعية.

دوري الجامعات الرسمي أصبح من الضروري أن يرى النور لاستكشاف المواهب والخامات المحلية، وتأهيل كوادر وطنية إدارية وفنية وإعلامية جديدة، وكذلك فتح الباب أمام المقيمين ومنتسبي الجامعات للدخول في المجتمع الرياضي بشكل أوسع وتقليل الفجوة القائمة بين الطلاب والأندية الرياضية، ويمكن أن تكون البداية عبر ألعاب كرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة وكرة الطاولة والدراجات وكرة قدم الصالات صاحبة الشعبية الجارفة بين الطلاب، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن عدداً كبيراً من مباني الجامعات يحتوي على الصالات الرياضية والملاعب ذات القياسات الرسمية مما يعكس اهتمامها وإدراكها لأهمية الرياضة وجاهزيتها اللوجستية.

البطولات الجامعية القائمة حالياً عبارة عن اجتهادات فردية ولا تقام بصفة دورية، لكنها في المقابل تشهد إقبالاً كبيراً ومستويات فنية جيدة، ويمكن أن تكون النواة نحو تأسيس البطولات الجامعية والاستفادة من خبرات المنضمين السابقة.

المجالس الرياضية وهيئة الشباب والرياضة ووزارة التعليم العالي، هي الجهات الرسمية القادرة على تشكيل فرق العمل التي تشرف على إطلاق هذا المشروع الوطني، وتهيئة البيئة المناسبة ووضع المعايير والمواصفات واللوائح والقوانين والترويج الإعلامي، والانتقال فيما بعد إلى تأسيس فرق جامعية ودوري فيه أعلى معايير الجودة والاحتراف.

عالمياً يعتبر دوري كرة السلة الأميركي الذي انطلق عام 1946 أقوى نموذج ناجح على مستوى العالم لدوري الجامعات، أما على مستوى الوطن العربي ما زالت التجربة لم ترتقِ إلى الطموح ولكن يمكن الاستفادة من تجربة لبنان والسعودية.

نحتاج إلى أخذ خطوات وأفكار ومبادرات جديدة في نشر المنافسات الرياضية واستكشاف الخامات لخدمة المنتخبات الوطنية وألا تكون الأندية هي الجهة الوحيدة التي نعتمد عليها في ذلك لأنها لم تعد منتجة كما كانت!