انتفاضة العمومية !

ت + ت - الحجم الطبيعي

التوقف عن الكتابة بشكل مؤقت أمر مطلوب لأي كاتب لكي يعيد ترتيب أفكاره، ويدقق بشكل مستفيض في بعض قناعاته لتكوين خارطة ذهنية أكثر صفاء يتسنى له من خلالها الحكم بموضوعية على مجريات الأحداث وتطورها وقراءة بعض الإشارات التي تدل على الطريق المستقبلي، وهل هو مبشر بالخير ويتجه نحو الأفضل أم سيكون في منزلة الاستمرار نحو الأسوأ.

المهم أن الفرصة قصيرة الأمد التي أبعدتني عن الكتابة كان لها بعض النصيب من التأمل وترتيب الأفكار، لكن النتيجة هي هي لم تتغير وما زال الحال كما هو عليه، فالشارع الرياضي مازال يئن تحت وطأة خارطة من الظلم لا يعرف من رسم خطوطها، ولا يعرف من هو الذي سيخلصها من مصيبتها التي حلت ولم ترحل، والسؤال من هو الذي سيمنحها بوابة جديدة أو يطلق عليها رصاصة الرحمة التي ستخلصها من آلامها؟!

بعد شهر من الآن تكون الرياضة الكويتية مرت بعامها الثاني وهي تمارس محلياً باستثناء منشط الرماية فقط الذي كسب حكماً من محكمة كاس، أما البقية فلا حول ولا قوة إلا الانتظار القاتل.

فلماذا كل هذا ولمصلحة من يستمر الوضع هكذا.

أيعقل أن تتحول رياضة بلد كان مثالاً رائعاً بكل شيء لتصبح بهذا الشكل، ولا أحد يحاول أن يغير من الوضع أو يسعى جاهداً للوصول إلى شكل يتيح حل هذه القضية ومعرفة مفاصل حلها بعد أن تشعبت التكهنات وتكالب المستفيدون أو الذين يحتفلون انتصاراً بإيقاف الرياضة الكويتية وإعادتها إلى العصر الحجري.

الأكثر إيلاماً والأكثر مدعاة للسخرية أن القيادات الرياضية عندنا هي صاحبة اليد الطولى في كل المحافل الرياضية من أولها إلى آخرها، لكنهم عند مشكلة الكويت أصابهم التجمد والابتعاد فتوقف كل شيء ولم يحرك أحد ساكناً لإخراجنا من هذه المصيبة التي ما زالت مستمرة .

أيتها القيادات الرياضية الكويتية بشكل عام وإلى الجميع دون استثناء أليس فيكم رجل رشيد ينهي هذه المعاناة التي استمرت عامين كان المتضرر منها هو شباب دولة الكويت، حيث حرم من حقه المشروع في مشاركة زملائه لاعبي الدول الأخرى في المنافسات الخارجية ؟؟

بالأمس القريب حملوا الشيخ سلمان الحمود الوزير السابق مسؤولية الإيقاف، والبعض منهم أطلق عنانه بتصريحات دلت على جهله وضحالة فكره عندما قال رفع إيقاف الرياضة الكويتية يكمن في ابتعاد الحمود عن منصبه!

وها هو الحمود مبتعد عن الوزارة منذ قرابة ثمانية أشهر والإيقاف لا يزال سارياً!

مثل هؤلاء يجب أن يعلم الجميع أنهم هم السبب في الوضع الذي نحن عليه بسبب مكابرتهم على الأخطاء المتكررة التي أودت برياضتنا إلى هذا الوضع السيئ!

الآن وبعد أن تم تشكيل لجنة انتقالية لإدارة شؤون اتحاد الكرة لمدة 3 أشهر من قبل أعضاء الجمعية العمومية صاحبة الاعتماد الرسمي لدى المنظمات العالمية خرج علينا البعض ليقول أن هذه الخطوة خاطئة ولا صحة قانونياً لهذه اللجنة!

مثل هؤلاء انكشفوا أكثر للشارع الرياضي بعد أن خالفت أندية التكتل توقعاتهم وأصبحوا غير مصدقين لما آلت إليه الأمور بعد أن لمسوا أن هناك تحركات جادة من قبل الجمعية العمومية لرفع الإيقاف الظالم المفروض على كرتنا الكويتية!

آخر الكلام:

أن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً!

 

Email