قطر واستغلال الرياضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الرياضة تحمل رسالة عالمية عنوانها السلام، وللرياضة القدرة على تخطي حدود الثقافات، وبالتالي تستخدم الرياضة كأداة مجدية لمنع النزاعات وتحقيق السلام بين الشعوب والتقريب بين البشر.

تسخّر الرياضة لأغراض السلام، بدءاً من المناسبات الرياضية الضخمة إلى الأنشطة الشعبية، ولا تسخّر الرياضة للكراهية أو لبلوغ أهداف سياسية غير نبيلة، كما شاهدنا مؤخراً كيف زجت قطر بقناة «بي إن سبورت» في أزمتها السياسية بين جيرانها.

«بي إن سبورت» هي قناة قطرية رياضية، اشترت رعاية معظم البطولات، من خلال ضخ الملايين من الدولارات بطريقة غير اقتصادية بسبب فائض الأموال لهدف الوصول إلى الاحتكار الرياضي.

قطر وخلال أزمتها السياسية الكبيرة مع جيرانها بسبب رعايتها وتمويلها للإرهاب، تحاول أن تستخدم جميع بطاقاتها، وبالفعل أهدرت جميع البطاقات بلا نتيجة ترجى، حتى وصلت أن تستخدم بطاقة الرياضة لتحسين صورتها أمام العالم بعد انكشاف دورها التخريبي في المنطقة.

فسعت إلى استغلال بعض مشاهير الكرة لتلميع صورتها عبر قنواتها الرياضية، وبهذا السلوك قطر تحيد عن الرسالة السامية للرياضة، بتسخير قناتها الرياضية التي صرفت عليها الملايين لأجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعتها المتآكلة.

أبعدوا الرياضة يا بشر عن مشاكلكم السياسية، فالرياضة تحمل مبادئ سامية للسلام وتقارب الشعوب، وليست أداة من أدوات السياسة.

قطر إذاً هي جادة في إيجاد حل ومخرج لأزمتها، فالحل ليس باستغلال الرياضة، والحل ليس بالحرب الإعلامية والمناكفة والتصعيد، والحل ليس في طهران أو أنقرة أو تل أبيب، فالحل سهل ومسافته قصيرة، فالحل في الرياض عاصمة الحزم، فلا تستخدموا الأساليب القديمة في حل الأزمات السياسية، مثل شراء الذمم والحرب الإعلامية واستغلال الرياضة..!

قناة الجزيرة القطرية لم تعد عاملا مؤثرا كما كانت في السابق عندما خربت ودمرت بعض العواصم العربية، فاليوم اللعبة انكشفت ولم تعد تنطلي على أحد، لذلك لجأت قطر إلى استخدام «بي إن سبورت» لتخفيف الضغط عنها بعد ما عجزت الجزيرة في إحداث أي تأثير. الجار لم يعد يتحمل الأذى المستمر من الجار القطري، وللصبر حدود، وسياسة «حب الخشوم» تنفع مرة أو مرتين، وبعدها لن تستطيع قطر الوقوف أمام الحليم إذا غضب.

Email