لقطات

المدرب غير المواطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد جرت العادة أنه حين يستمر مدربٌ غير مواطنٍ في التعاقد مع فرقنا الإماراتية، وقضاء الفترات المتفرقة معها، فإننا نتوصّل بأنفسنا إلى القناعة بأنه قد استنفد ما في جعبته من حيلٍ، ولم يعد يقبل ببدء فصلٍ جديدٍ في دورينا إلا لأجل الحصول على المال السهل والسريع.

ولا أعتقد بأن ذاكرتكم خاليةٌ عموماً من الأمثلة الجاهزة على هذه الفئة من المدربين، والذين لا يسمنون ولا يغنون من جوعٍ على الرغم من خبرتهم المزعومة بكرتنا المحلية.

ولكن موسم 2016-2017 قد أكد لنا أننا نمتلك استثناءً قوياً لهذه القاعدة، وربما قد حان الوقت إلى أن ندرك أهمية هذه الشخصية المُنجزة، وإلى أن نتفطّن إلى التاريخ الذي تقوم بكتابته أمام ناظرينا.

إنه أيمن الرمادي، المدرب المصري القدير، والذي عاد إلى لعب دوره المفضل على الإطلاق فصعد بعجمان إلى مصاف المحترفين، ليضع توقيعه على سابع قصة صعودٍ له من دوري الدرجة الأولى الإماراتية.

نعم، سابع! ولن أستغرب إذا كان هذا العدد يناهز الأرقام القياسية، على الأقل على صعيد العالم العربي.

فخلال 14 عاماً قضى الشطر الأكبر منها في الإمارات، لقد حقق الرمادي معدلاً عالياً للغاية من النجاحات، حيث إنه «يحرر» فريقاً من دوري المظاليم بمعدل مرة في كل موسمين.

لقد بدأت المغامرة مع دبي في 2003، ليصعد بأسود العوير مرتين إضافيتين في 2006 و2010، كما أعان الظفرة على الصعود في 2007، واتحاد كلباء في 2014، بينما تكفّل بإعادة الشارقة إلى وضعه الطبيعي بين الكبار في 2013، وها هو اليوم يُرجع البرتقالي إلى صولاته وجولاته بين المحترفين.

وفي ظل هذه السيرة المهنية المتخمة بالإنجازات المحلية، أعتقد أنني أصبحت من المؤمنين بقدرة الرمادي على تحقيق صعودٍ من نوعٍ آخرٍ، وإلى موقعٍ جديدٍ في جدول الترتيب.

في البداية، فإني أتمنى حقيقةً أن يستمر المدرب المصري الشهير على رأس الجهاز الفني لعجمان. إن الإبداعات التي أظهرها البرتقالي على مدار السنوات الماضية، ومنها بلوغ نهائي كأس اتصالات مرتين، ورفع الكأس الغالية مرةً، إنما كانت بسبب الاستقرار في الإدارة الفنية، حيث تشبّث الفريق بخدمات العراقي عبدالوهاب عبدالقادر.

للمدربين قدراتٌ متباينةٌ، ومواهب متنوعةٌ، ولا يشك أحدٌ في «تخصص» الرمادي في المقاتلة مع فرق النصف الأسفل من الجدول. إنها أنديةٌ تتراوح أهدافها بين الصعود، وبين تجنّب دوامة الهبوط، وتعمل وفقاً لطموحاتٍ وإمكانياتٍ وتحدياتٍ مختلفةٍ لم يعجز الفرعون عن التعامل معها، وهو اختبارٌ عسيرٌ قد يرسب فيه أغلب مدربي فرق مقدمة الترتيب.

ولكن في ظل إنجازاته القياسية والفريدة من نوعها، والتي سيمضي ردحاً من الزمن قبل أن تتكرر في الكرة الإماراتية، هل ما زال من الجنون حقاً أن أتخيل الرمادي في أدوارٍ جديدةٍ، حيث يكون فرس الرهان لأحد فرق المنافسة؟.. لنرى...

Email