«يا دحق يا محق»!!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان التقويم يشير إلى مارس من 2014، حين حذّر الإماراتيون منتخبهم من الهزيمة والإخفاق، بعد استبعاد إسماعيل مطر، قائد الفريق الروحي، من القائمة التي ستواجه أوزبكستان في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا 2015.

وخيّب المنتخب الإماراتي ظنون المتشائمين، عائداً بتعادل مكنّه آنذاك من اعتلاء صدارة مجموعته. إلا أن النتيجة المُرضية، وضمان الصعود إلى البطولة القارية، لم تُنهِ الجدل المحتدم حول قرار مهدي علي باستبعاد مطر. ومر مارس ذاك، بل إنه عبرنا 3 مرات، ولكننا لم نتعظ من الدرس.

لنسرّع الشريط إلى 2017، وبالتحديد إلى موقعة منتخبنا ضد اليابان، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2018، حين تم الزج بصانع الألعاب أساسياً، ولم يغادر أرضية الملعب إلا بعد 75 دقيقة، وقد تأخرنا بهدفين نظيفين.

ولنتخيل، في أشد خيالاتنا جنوناً ولا منطقية، بأن الظروف قد سمحت لنا بنتيجة مختلفة أمام الساموراي، هل كان سيكون من المتوقع مجدداً أن يختفي الجدل الذي خلّفه قرار مهدي علي بشأن مطر؟.

يتذبذب نجمٌ بحجم «سُمعة» بين التفريط مرة، فيتم إقصاؤه تماماً والتخلي عنه، على الرغم مما يمثّله من عنصر خبرة وثبات، وما يوفّره كعامل اطمئنان على الدكة الاحتياطية، وبين الإفراط في مرات أخرى، فيتم الزج به منذ صافرة الانطلاق في مباريات لا تتناسب مع سنه وطاقته وقدراته، ولا تعينه على تقديم الإضافة التي تليق باسمه. إنه حقاً بات مثالاً حياً على التعبير الإماراتي الشعبي «يا دحق يا محق»، وهو ما يفرض علينا أن نحوّل دفة علامات الاستفهام قليلاً.

فنحن هنا لا يعنينا أن نجد إجابة مفصلة لقرار استبعاد إسماعيل مطر في السابق، أو إجابة أكثر تفصيلاً لقرار الاتكال المبالغ فيه عليه في الوقت الراهن، بل التساؤل الحقيقي هو عن المعايير التي يُحرم على أساسها من الالتحاق بالمنتخب، أو تلك التي يُوضع بموجبها في التشكيلة الأساسية. بكلمات أخرى، علينا أن نفكّر في ما نبحث عنه تحديداً من استدعاء ابن الـ 33 عاماً، وما الذي نطمع لتحقيقه معه.

وربما الأمر لا يعدو في الحالتين، كونه خطأ في الرؤية الفنية من مهدي علي، سواء حين أسعفه الحظ في العاصمة طشقند، أو حين دفع الثمن غالياً في استاد هزاع بن زايد.

ولكن علينا الاعتراف بأن أخطاء «المهندس»، باتت تهدد بتدمير مسيرة ناصعة البياض، امتدت معنا منذ كأس العالم للناشئين في 2003، وهو ما لا يمكن أن نتسامح مع استمراره، احتراماً لنجم يعد أحد أساطير الكرة الإماراتية، دون مبالغة، ولقائد أكد أن مكانته غير قابلة للقياس، وفقاً لرصيد المنتخب من النقاط، وموقعه في جداول الترتيب. لنصدق مع أنفسنا، ونتساءل عما إذا كانت التضحيات التي يقدمها «سُمعة» للأبيض، من سمعته، من خبراته، من رغبته المتوقعة في تقديم الأفضل، تستحق أن يُكافأ بتقاذفه بين خيارين بالغي الصعوبة.

Email