لقطات

تفوق دورينا

ت + ت - الحجم الطبيعي

ليسخر مني من يسخر؛ لن أخفي فخري الشديد باختيار دوري الخليج العربي الأقوى في القارة، وفقا للنظام الجديد لتصنيف الدوريات في الاتحاد الآسيوي للعبة. وليس لدي شكٌ بأنه تشريفٌ صادف أهله.

إننا نتحدث عن المسابقة التي وضعت الأهلي في نهائي دوري أبطال آسيا في 2015، ثم العين بعده مباشرةً في نهائي 2016، في إنجازين عظيمين حال دون اكتمالهما بعضٌ من الحظ والخبرة فحسب.

وربما لو أنصفتنا أنظمة المسابقة أكثر، لسمحت بأن يكون النهائي الحلم إماراتيا خالصا في استاد هزاع بن زايد، إذ استحق النصر أيضا بلوغ المباراة الختامية بسبب تميّز نتائجه.

دوري الخليج خرّج أفضل لاعب في آسيا عن عامي 2015 و2016، ونمني النفس بأن يبقى اللقب بين «عيال زايد» إذ سيشارك بطل دورينا في 2017 و2018 في بطولة كأس العالم للأندية في العاصمة أبوظبي.

 وعلى الرغم من تصدّر دوريات القارة، فإننا لا ندعي الكمال بأية حالٍ، وندرك بأن الانتقادات الموجّهة إلى كرتنا الإماراتية ما زالت غزيرةً، بدءا من تواضع دقائق اللعب الفعلية، وانتهاءً بانعدام الاستقرار الفني. إلا أنه مع إقرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بتفوقنا، فإن علينا سد أهم ثغرةٍ ينفذ منها المجحفون لدورينا بمستوياته المتطورة.

وأعتذر عن نكش الشوكة المؤلمة التي تنغرز في خاصرة اللعبة لدينا دون أن يجد لها أحدٌ حلا جذريا.

إنما قد اكتفيت شخصيا ممن يزايد علينا بالمدرجات المكتظة بالآلاف في مسابقته المحلية، حتى في المباريات بين فرق متوسطة ومؤخرة الترتيب. وتعبت ممن يعرض علينا صور «التيفو» من هذه القمة النارية في دوريه أو تلك، أو ممن يغمز ويلمز بأننا نملأ ملاعبنا بـ«جمهور كنتاكي» الرخيص. سئمت حقا من هذا الافتراض الغبي بأن دورينا يخلو من المشجعين الحقيقيين والإثارة الجماهيرية.

علينا أن ندرك أن الأمر أهم من تفادي بعض المزايدات المستفزة، والاتهامات الباطلة، وإلا لاكتفينا بالرد المُفحم بأن معدلات الحضور الجماهيري لم تشفع للدوري الألماني لأن يكون الأفضل في أوروبا، على حساب الدوريين الإسباني والإنجليزي.

 ولكن الوصول إلى القمة ليس بصعوبة البقاء عليها، فتخيلوا معي حسرة أن نتراجع في تصنيف الاتحاد الآسيوي، ووفقا لنفس النظام المعمول به حاليا، فقط لأن الأعداد الجالسة في ملاعبنا ظلت تراوح مكانها سنةً بعد سنة، وموسما بعد موسم، أو تتقلص حتى.

تخيّلوا معي حسرة أن نُجرّد أمام ناظرينا من مكانةٍ طال انتظارها، فقط لأن شبابنا يجد ألف ذريعةٍ وذريعةٍ، بين ندرة مواقف السيارات، وارتفاع درجة الحرارة، وملوحة بذور دوار الشم!، ليقاطع المدرجات.

أعتذر أنّ هذه المقالة لم تأتِ مرفقةً بإجابةٍ جاهزةٍ مغلّفة لهذه الأزمة، وأنا لم أدّع ذلك. ولكنها تحمل سؤالا مزعجا أخيرا: التشفير لم يمنحنا القمة الآسيوية، فهل نتخيل حقا أن يضمن لنا البقاء عليها؟

Email