«مدريد أخذ ما يريد»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يقوم زين الدين زيدان بهذا العمل الرائع لحد الآن بعد أن حل بديلاً لرفائيل بينيتز في منتصف الموسم الماضي، فبعد إحرازه للقب أبطال أوروبا متغلباً على غريمه التقليدي في مدريد الاتلتيكو قال البعض إن «زيزو» محظوظ، ولكنه استطاع إكمال ثلاثاً وثلاثين مباراة من دون هزيمة، وزج بالكثير مِن الوجوه الجديدة وأعاد ثقته في أكاديمية ريال مدريد التي تخرّج كل سنة العديد من المواهب التي لم يستفد منها لفترة طويلة بسبب الاعتماد على شراء اللاعبين في كل وقت وحين، ورغم كثرة الإصابات التي عانى ويعاني منها الفريق الملكي إلا أنه تمكن من تجاوز جاره الاتلتيكو في الفسنتي كالديرون على أرضه وبين جماهيره بثلاثية وبفوز مستحق لم يتحقق على مدى أربع سنوات متتالية.

وبعد الانتهاء من الجار كان الاختبار الأكبر لقاء البارسا في الكامب نو والذي أقيم ظهر السبت، وخلاله استطاع الملكي الخروج في الشوط الأول بالتعادل من دون أهداف، ولكن الضغط البرشلوني في الشوط الثاني ورأسية سواريز التي سرقها من فوق رأس فاران، غير بها نتيجة المباراة وجعل من الفريق الكاتالوني يتلاعب بالمدريديين يميناً وشمالاً، ولولا إضاعة نيمار ومن ثم ميسي الفرص، لتكبد المدريدي خسارة كبيرة.

ولكن تغييرات مدريد رغم غيابات غاريث بيل وموراتا والزج بالعائد كازاميرو في الوسط، واستغلال الكرة الثابتة التي رفعها مودريتش على رأس المنقذ راموس في الدقيقة الأخيرة، ليعيد البسمة والأمل لعشاق الملكي وليبقى الفارق على ما هو عليه، ست نقاط بالتمام والكمال والعودة من كتالونيا بتعادل غالٍ يجعل حلم الفوز بالليغا للمدريد حلماً قريباً وليس بعيداً، وليحطم زيزو الكثير من الأرقام التاريخية التي تثبت يوماً بعد يوم أن زيدان الذي كان أفضل لاعب في العالم في يوم من الأيام سيُصبِح أحد أهم مدربي العالم إذا لم يكن هذا العام ففي قادم الأعوام.

فلقد أعاد هيبة الملكي، وطريقة لعب ممتعة افتقدناها في كثير من الأحيان ورفض التخلي عن نجومه، رغم الإصابات والأفراح والأحزان، فهل سنشهد معه عصر عودة الملكي ليصبح كما عودنا «النمبر وان».

أن يخسر الشباب فهذا شيء طبيعي، رغم تصدره في الأسابيع الأربعة الأولى، أن يفقد النقاط الثلاث، فهذا ليس بالأمر المستغرب، ولكن أن يخسر أمام الجزيرة بالسبعة فهذه هي الغرابة بعينها، خصوصاً وأنه يمتلك ثاني أقوى دفاع في دوري الخليج العربي بالأرقام، والأرقام التي كسرت في هذه المباراة كثيرة، فعشرة أهداف في دوري المحترفين هي النتيجة الأكبر لمباراة بين الفريقين.

والسوبر هاتريك لعلي مبخوت والهاتريك للأرجنتيني توماس كلها أمور ميزت هذه المباراة عن بقية المباريات، فأنا أعشق الأهداف وإثارتها ولكن أن تصل لعشرة في مباراة واحدة فهذا له معنى من اثنين، فإما أن يكون هجومنا خارقاً، أو أن تكون دفاعاتنا «شوارع» وسواتر ترابية تتخللها الكثير من الثقوب والفتحات، والله يستر من القادم في بقية الجولات.

عندما تضيّع هذا الكم من الفرص السهلة في مباراة واحدة بالتأكيد في النهاية ستدفع الثمن، هذا ما حصل يوم السبت الماضي في مباراة الستي وتشيلسي فلقد أضاع أغويرو لوحده نصف درزن من الفرص في الشوط الأول رغم التقدم بهدف النيران الصديقة، ليعود البلوز بقيادة كونتي لاستغلال اندفاع الستي وعن طريق الهجمات المرتدة القاتلة بثلاثية رائعة في مباراة كانت قمة في الإثارة والندية، ففي الدوري الإنجليزي وفي كل الدوريات، امتلك وسيطر واخفق في التسجيل ستجد نفسك بعيداً عن المنصات ولو بعد حين.

Email