كارت أحمر

المعسكرات الخارجية للأندية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأتي كل صيف ليتهافت متعهدي المعسكرات الخارجية على الأندية الإماراتية، من أجل خوض معسكراتها الصيفية استعداداً للموسم الجديد، والتي أصبحت في الفترة الأخيرة هاجساً كبيراً يؤرق «مسيري» الأندية، وما يتبع ذلك من تكاليف كبيرة قد يصل تأثيرها على التعاقدات مع لاعبين أجانب جيدين، أو دفع رواتب اللاعبين المواطنين والجهاز الفني والعاملين في النادي..

ولا يشمل هذا الوضع عادةً الكثير من أندية دوري المحترفين ولكن الأندية التي لا تحظى بدعم مالي كبير من الشخصيات الاعتبارية ورموز النادي ولها مسار استثماري يدر عليها الأرباح، نجد أن تكاليف المعسكرات تؤثر على ميزانيات فرقها المرصودة للموسم الجديد، ناهيك عن مبالغ يجب أن تتوفر لحالات الطوارئ الكروي خلال الموسم.

ونتساءل ما الجدوى أن تلعب فرقنا المحلية مباريات ودية مع فرق معروفة، ولكن جل لاعبيها منهمكين في التحضير للموسم الجديد، ومن غير المجدي لمدربهم الاحتكاك مع فرق يختلف أسلوب لعبها ورتمها عن الفرق التي ستواجههم على المستوى المحلي والقاري، ونحن نتحدث عن حالة مثالية وموافقة الفرق المشهورة خوض مباريات ودية مع أنديتنا، لتلعب بفريق يمثل النادي في الدرجة الثانية أو فريق الشباب في مشهد تمثيلي، وتأتينا الأخبار بأن النادي الفلاني تعادل أو فاز بهدفين أو ثلاثة على الفريق المعروف والأغلبية من تلك المباريات الودية «بيزنس كبير»، فالسمسار هدفه الأول والأخير تحقيق المكاسب المادية.

نعم، المعسكرات الخارجية ليست رحلات للترف والاسترخاء والتسوق وحسب، بل يتدرب فيها الفريق على فترتين يومياً، ويلتزم الكل بجدول العمل، ويتعزز التقارب بين كل منتسبي الفريق وتعزيز أجواء روح الفريق الواحد.

ولكن لماذا كل هذه التكاليف والسفر لأجواء مختلفة واللعب ضد فرق لربما يكون فيها عدد الطباخين المحترفين وموظفي الفندق أكثر من اللاعبين المحترفين؟ بجانب أن الأجواء التي سيعود اللاعب للعب فيها مغايرة تماماً لأجواء المعسكر الخارجي، ويحتاج لمدة شهر ليكفي جهده اللياقي ليتأقلم على الرطوبة والحرارة!

فلماذا لا تفعل منظومة تعاونية يستثمر فيها لبناء مجمعات رياضية لاحتواء معسكرات الأندية الخليجية في مناطق خليجية يكون الطقس فيها في الصيف في غاية الروعة، مثل صلالة في سلطنة عمان أو عسير في المملكة العربية السعودية، أو ضمن أجواء المدن المطلة على البحر المتوسط .

كما هو الحال في محافظة مرسى مطروح في جمهورية مصر، لتكون بمثابة تجمعات مفيدة تحتك فيها الأندية الخليجية والعربية مع بعض، وتقام بطولات الصداقة على غرار التي كانت تقام بمنطقة عسير، وتدعى الأندية الأوروبية والعربية الكبرى لضمان التسويق الجماهيري والإعلامي وتحقيق عائد مادي للفرق نفسها، ولن تمانع تلك الأندية إذا ما علمت أن الطقس مخالف لباقي الأجواء في المنطقة الخليجية، وبالتالي تحقيق الاحتكاك لأكبر عدد من الفرق، وخلق صناعة سياحة رياضية، وترشيد الإنفاق بالنسبة للأندية مع الحصول على الفائدة القصوى من المعسكرات الخارجية ومردود فني حقيقي.

Email