الأربعاء الرياضي

يا صابت يا خابت!

ت + ت - الحجم الطبيعي

انفض سامر الموسم الرياضي، ربح من ربح وخسر من خسر، الأول شكر كل شيء وكل أحد، وامتدح البرنامج الإعدادي المتميّز، والتزام اللاعبين، وتفوّق الدور التكتيكي للمدرب ووقفة الجماهير، والثاني اشتكى من كل شيء من الإجهاد والإصابات والحكام، وعدم القراءة الصحيحة للمدرب، والحظ السيئ وخذلان الجماهير!

في الموسم المقبل، كما حدث ذلك كثيراً من قبل، ستتبدّل الأدوار، ومن تغنّى بخططه المدروسة سيجني الربح فقط، والمبررات كثيرة، فهناك من سيرفع الراية سريعاً ويلوم الحكّام الذين يترصدون فريقه، والإصابات التي هطلت على نجومه، وهناك من سيقول إنّه وضع أولويات له يركّز عليها، وبطولة بعينها جعلها نصب عينيه، على أمل أن »يتلاحق عمره« ويفوز بأي شيء، حتى لو كان ذلك هو الفوز على المتصدّر بأي طريقة، ليخرج متشدقاً بعدها بأنّ »هذا مستوانا الحقيقي«.. احلف أنت بس!

في الأيام المقبلة ستلعلع الهواتف كثيراً، والسماسرة سيجوبون الأندية شرقاً وغرباً، و»يحوطون« بكل نطيحة ومتردية من اللاعبين الذين يأخذ أفضل السيئين منهم فُتاتاً في بلاده، ليأتي لنا ويحصل على راتب ميسي مع المكافآت والهدايا واشتراطات الزيادة بعد كل عدد معين من الأهداف، وسيسجل »هاتريك« على فريق فاشل في المعسكر، لكنه كافٍ للتغني به وبأنه من »سيمرمط« الفرق في الدوري، حتى إذا بدأ الدوري انكشف البطل »الفالصو«، فإذا هو مقلب جديد كغيره من عشرات المقالب التي سبقته، والتي لا تتعلّم منها الإدارات، حينها يكون جُل تركيزها انتظار انتقالات الشتاء للإتيان بنطيحة جديدة يتم الاستغناء عنها بنهاية الموسم!

ليس العيب أن نخطئ، فالخطأ رديف للعمل، لكن العيب أن يتكرر ذات الخطأ دوماً لبدائية التخطيط عند البعض، ومجرد ذكر أنّ هناك استراتيجية متكاملة لا يعني شيئاً إذا لم تُشرح هذه الاستراتيجية وتُوضَّح مرتكزاتها ومقاييسها ومؤشرات أدائها، أما الحديث عنها كجملة من الوزن الثقيل لا أكثر فلا يعني شيئاً عندما يبدو التخبط واضحاً في كل شيء بدءاً بالتزام اللاعبين مروراً ببنود عقودهم ونهاية بالفوضى الإدارية والتصريحات المتشنجة وإلقاء التهم على الجميع!

لا نطالب أحداً بالمستحيل، ولكن المطلوب هو التخطيط السليم، وأول خطوة له أن تأتي بالأشخاص »القادرين« على التخطيط فعلاً بناءً على مرجعية أكاديمية معتبرة، وليس »تراكم خبرات«، فالخبرات المتراكمة لدينا في الغالب راكمت الديون على أنديتها بسطحية طريقتها في التخطيط أو عدم وجود تخطيط أصلاً، ولكن هي من باب الاستراتيجية الشهيرة: »يا صابت يا خابت«!

Email