الأربعاء الرياضي

«سمك» حسب الطلب !

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقول تلك الحكمة السائرة: »لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطاد«، لكن في رياضتنا تجد خلاف ذلك عند البعض الذي يكاد يقول بملء فمه: »أعطني سمكاً فقط واحتفظ بطريقة الصيد لنفسك«، فالاتكالية أصبحت عادة لدى البعض، حتى لا نظلم المجتهدين أو المحاولين على الأقل، والشكوى أضحت هي البديل لكل محاولة حل لأي مشكلةٍ قائمة أو آتيةٍ في الطريق !

أحياناً نلوم أنديتنا الكبيرة أنها لم تُطوّر فعلاً نماذج عمل Business Plans، ولم تخرج من عباءة السبعينات والثمانينات في طريق التأصيل المؤسسي وتحويلها لشركات فعلية هادفة للربحية Profit Oriented Organizations.

ونحاول التصبّر تحت مبرر أن التدرّج من عالم الهواية إلى فضاء الاحتراف، لا بد أن يكون مليئاً بالمطبات والعثرات وكثيراً من الأخطاء التي نحتاج لأن نمر بها حتى تنضج التجارب ويشتد العود، ومن راقب الساحة الرياضية سيجد أن هناك أندية قليلة قاربت الوضع المؤسسي، بينما ما زال البقية يترنّح بشدة بسبب كثرة تغيير الإدارات واختلاف التوجهات بالتبعية، وهي توجهات لا تحرّكها استراتيجية طويلة الأمد للأسف، وإنما تُحدِّد مساراتها تلبية مطالب الجماهير وتخفيف ضغطها بتحقيق أي مكسب آني!

السمك هنا ينقسم لصنفين كلاهما سيئ ومؤلم، فالأول يكون للباحثين عن أي لقب وتحت أي ثمن، وهو ما يدفع بعض الإدارات لتتصرّف بتشنّج وتسرع غير مبرر، و تخرج التعاقدات التي تستنزف ميزانية النادي وتجعل القدرة على دفع الرواتب بعد عدة أشهر يحتاج لإغاثة عاجلة، لأن الشباب لم يقوموا بـ»الحسبة« بطريقة صحيحة، وتكتمل المشكلة عندما تأتي النتائج عكس المأمول.

وتعلو أصوات الجماهير الغاضبة ليتكرر الخطأ من جديد في انتقالات الشتاء، ليطير النجوم الأجانب الذين تم تصويرهم كميسي ورونالدو سابقاً قبل أن نكتشف أنهم »فشنك«، ويذهبون غير مأسوفٍ عليهم وربما يلحقهم المدرب أيضاً، المهم أن يتم تهدئة الجماهير، ومخطئ من يظن أن الأجانب ومدربهم هم الضحايا، لأنهم يستلمون كافة مستحقاتهم المتبقية لنهاية العقد، ويتم التعاقد مع أجانب جدد وبنفس »الهولّيلة« الإعلامية، بينما تغرق سفينة التايتانيك أكثر وأكثر في بحار من الديون !

الصنف الثاني أندية الدرجة الأولى والتي انسحب بعضها، ثم قيل إنهم عادوا بعد أن حصلوا على معونات من الاتحاد الجديد، تساؤلي هنا: ماذا سيحدث عندما تنتهي هذه المبالغ خلال الأشهر القليلة القادمة؟ هل سينسحبون من جديد؟ لماذا نوافق على »تلقيمهم« السمك في أفواههم بدلاً من إجبارهم على تعلم الصيد، حتى لا يصبحوا »ثقباً أسود« لميزانية الاتحاد كل موسم!

Email