كارت أحمر

الأهلي والأخطاء التحكيمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحكام بشر يرتكبون أخطاء البشر، وحلاوة كرة القدم أنها لعبة تنبع من الداخل كمشاعر جياشة للساحرة المستديرة وليست برمجة إلكترونية..

ونتفهم كل ما يحدث في الملعب من إيجابيات وسلبيات من جميع من هو مشارك في فعالية كروية، ولكن ما حير الكثير من الجماهير الخميس المنصرم، هو ما لازم حكم المباراة من سوء توفيق في بعض القرارات المهمة في مباراة الأهلي والوصل.

فالأهلي نادٍ ينافس على صدارة الدوري، وحتى لو كان لا ينافس فحفظ حقوق الفرق وضمان فرص التنافس العادل هو حق مشروع للأهلي أو العين أو أي فريق آخر، وإن كان الأمر يبدو أكثر حساسية عندما يكون النادي منافساً بقوة على نيل بطولة الدوري، ومن غير المعقول كل ما تحدثنا عن التحكيم نسمع الأسطوانة المشروخة (التشكيك في الذمم)، فنحن لا نشكك يا سادة ومتأكدون من نزاهة حكامنا المواطنين، ولكن من حق محبي الأهلي أن يتساءلوا كيف لمدافع الوصل حسن زهران أن ينجو من الإنذار الثاني وبالتالي الطرد، بالرغم من وجود التكنولوجيا الحديثة والحكم الرابع ومساعدي حكم؟

نعم يرتكب أفضل الحكام في العالم أخطاء مشابهة لأخطاء حكامنا، وإن كنت شخصياً أحمد الله أن الأهلي فاز بالمباراة، فالرياضة تعبر عن قيم راقة داخل وخارج الملعب وتعكس في الغالب مدى تحضر الشعوب، ولكن لماذا تتكرر مثل هذه الحالات في مباريات بعض الفرق أكثر من غيرها، ولماذا لا يوضع حد تأديبي رياضي وقانوني لتصرفات بعض الجماهير وخروجهم عن الذوق العام وأخلاق المجتمع المسلم؟

فإذا كنا نريد دوري قويا يجب أن تكون هناك شفافية، وتحسين مستمر وضخ دماء جديدة بفكر مختلف وعدم التعنت والمكابرة على الخطأ، فإن ذلك يفتح الباب على مصراعيه لتأويلات، ونحن دولة متقدمة سنصل قريباً للمريخ، فمن غير المعقول أن لا نجد حلولاً لإصلاح الشأن الرياضي على الأرض! فهناك ضغوط خارجية غير مباشرة وفي الغالب غير مقصودة تقع على الحكام في كل دول العالم، تجعلهم يفقدون تركيزهم وفقدان الحكم أو مساعديه الاتزان في اللياقة الذهنية والنفسية وارد في الرياضة، ولكن وجود حلول تقنية ذكية وعدم الاستفادة منها أمر غير مفهوم.

فالتحكيم عمل في صناعة تجلب السعادة والتشويق لجزء كبير من السكان، ولا مجال لضعف الأداء فيه وأما الإتقان والتميز أو التنحي عن قمة الهرم الكروي لمن لا يستطيع أن يكون جزءا من منظومة التميز والإبداع، وتغيب عنه الحلول والبدائل المستدامة، فالشكر لكل من قدم الكثير للكرة الإماراتية، ووصل إلى القمة بمعاييرنا المحلية ولم يستطع الحفاظ عليها، ونحفظ حقه التاريخي ونكرمه على ما قدمه، وحتى نصنع له تمثالاً أمام مقر كرة القدم، وبعدها نمضي قدماً إلى الأمام بعيداً عن العواطف.

Email