إلا حكمنا أيها العجوز!

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل عدة أيام دار حوار بيني وبين صديق الذي لا يعرف في دنيا كرة القدم سوى يوفنتوس، قال ما رأيك في المدرب القدير مارتشيلو ليبي؟ فقلت له وكأنك تسأل طفلاً مدللاً ما رأيك في والدك! الجواب واضح فهل لي أن أقول لك بأنه مدرب عادي وهو يتقاضى 10 ملايين يورو في العام وهو في الصين؟

في مباراة جوانزو وسيدني الاسترالي، التي كانت من المفترض أن تكون قمة آسيا، لكنها كانت مباراة مملة بحق وحقيقة لأنه ترك اللاعبون المتعه وتحولوا إلى ملاكمين بعد أن رفضوا أن يلعبوا كرة قدم جميلة أو تستحق المشاهدة على أقل تقدير.

ما يذكر في هذه المباراة قرارات حكمنا محمد عبدالله، الذي طرد لاعبين من جونزو في دقيقتين، الأول لم يفكر فيها حكمنا الدولي في إخراج البطاقة الحمراء سوى بضع ثوان، بعد أن لطم الأول وجه اللاعب الاسترالي، أما الطرد الآخر كان على نفس ردة الفعل من الحكم بعد أن ركل اللاعب الصيني وجه المحترف البرازيلي في فريق سيدني.

هذا طبيعي في كرة القدم، صحيح؟ وما هو غير طبيعي أن يدخل مدرب عجوز أرضية الملعب ويريد مهاجمة الحكم، وكأن لا أحد يفهم ويفقه في الكرة سواه، إنه مدرب جوانزو مارتشيلو ليبي الذي قال كلمات إيطالية بصوت مرتفع لا أحد عرف معناها طبعا، لكني على يقين بأنه لم يكن يمدح الحكم فيها بكل تأكيد، لكني أتوقعها نوعاً من أنواع «بربرة العجائز» إن صح تعبيري.

ليبي تمادى كثيرا في ردة فعلة وتمادى أيضا في تصريحاته عن الحكم، والذي قال فيها : لم أرد أن أقول له إني قد فزت بكأس العالم لكني أردت أن أجد تفسيراً منه لما حدث!

انظر يا ليبي، أنا أتوقع بأنك إذا ركبت تاكسي في الصين ستقول للسائق اذهب إلى جنوب شنغهاي لو سمحت بسرعة وبحذر فأنت تنقل من فاز بكأس العالم! أو ربما في مطعم للوجاب السريعة وتقول : بورجر لمدرب إيطاليا الذي فاز بكأس العالم!

الأخلاق شيء والإنجازات شيء آخر، لا أحد يعترض عليك بأنك من أفضل المدربين الذين مروا على اللعبة، لكن يجب أن تضبط نفسك أو ربما تضبطك لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي إذا كانت لا تخاف إيقافك أساساً.

حكمنا كانت قراراته سليمة، فاللطم والركل في الوجه لا يستحق سوى بطاقة حمراء، لكن مافعله ليبي أيضا بحاجة إلى قرار جريء، ليس لشيء سوى لحفظ حق حكمنا الذي أدار مباراة بين أقوى فريقين في البطولة بجدارة واستحقاق، وحتى يعلم ليبي أنه لم يورث كرة القدم ويفعل ما يريد بغير حساب بمجرد أنه أحرز كأس العالم!

Email