هموم اللغة العربية.. تغريدات 2

ت + ت - الحجم الطبيعي

لاقت المقالات التي كتبتها منذ أيامٍ عن اللغة العربية وهمومها في دولتنا الحبيبة، اهتماماً كبيراً من أخواتي وإخوتي الذين أتواصل معهم كلَّ وقتٍ في "تويتر"، بل أدت إلى كثيرٍ من المناقشات العلمية من خلال حسابي فيه، وهي محفوظة كلها هناك لمن أراد الاطلاع عليها.

 وقد خفت أن تذهب تغريدات المشاركين أدراج الرياح إذا لم أقم بتسجيلها، فحرصت على حفظها عندي، وعزمت أن أنقل لكم أيها الأعزاء بعضاً مما قاله المشاركون، لنعلم جميعاً درجة السخط والكره الذي وصلت إليه اللغة الإنجليزية في مجتمعنا وحالة التذمّر منها بين الأهالي بعد أن كانت محببةً لهم، لأنّها فُرضت عليهم من غير قانون فتحوّلت إلى حملٍ ثقيل على كواهلهم، لا يعرفون كيف ومتى سيتخلصون منها ليعودوا إلى أحضان لغتهم الأم العربية، التي لا تشبهها لغةٌ في رونقها وجمالها وغزارة ألفاظها وسحرها.

التغريدة الأولى

قلتُ: " أتمنّى أن يُلغى امتحان اللغة الإنجليزية إلا على بعض التخصّصات، وأن تلتزم جميع جامعات دولة الإمارات باللغة العربية لغةً للتدريس كما كانت في السابق".

ولقد أعيد إرسال هذه التغريدة كثيراً في "تويتر"، وجاءت ردود المغرّدين كما يلي:

- أفياء: الله يجعل لصوتك صدى وجواباً.

- أم عمر: بارك الله فيك وفي هذه الأمنية الطيبة، ربي يسمع منك.

- محمد عبدالله: بيض الله وجهك ورفع الله شأنك، لغتنا في خطر والله يعينك وهذا نوع من أنواع الجهاد.

- سيف الحميري: أتمنى أن يلغى كشرطٍ للقبول في الجامعات، فكم من شابٍ وفتاةٍ حلمهم إكمال دراستهم ولكن تبقى هذه العقبة في طريقهم للنجاح.

- الزعابي: ستنقذنا.

- الترف: يا ليت والله متى بس؟.

- نادية: إلغاء الامتحان سيكون فَرحةً لقلوب الأمهات قبل الطلبة.. الأماني ستتحقق بإذن الله ولكن تحتاج لأيادٍ تَشدُّ بعضها بعضاً.

 

هذا وقد وردت ردود أخرى، ولكن في ما نقلته منها كفاية لنعلم حجم الضرر الذي يشعر به المواطنون من جرّاء فرض الإنجليزية عليهم، وجعل العربية لغةً لا قيمة لها في الحياة العلمية والعملية، وهو ظلم عظيم لو تفكّرنا قليلا ولا يرضى به حكّامنا الكرام حفظهم الله.

التغريدة الثانية

قلتُ:" نحن بحاجةٍ ماسةٍ إلى علم الشريعة واللغة العربية كحاجتنا إلى علم الطبّ والذرة النووية، لأنّ بجهل الدين تظهر الفتن وبضياع اللغة تضيع الهُويّة."

وقد جاءت الردود كما يلي:

- محمد الحداد: الواقع يفرض علينا أنّ الشريعة والعربية ليستا تخصصاً فقط.. بل هما مواضيع أساسية لا بدّ أن يدرسا لكل التخصصات حسبما تحتاجه دراسة التخصص.

- العنود: رغم حاجتنا إليها، لم يتم الاهتمام بها، عزوف الطلاب والطالبات واضح في الفترة الأخيرة.. عن تلك الدراسات.

- عبدالله المنصوري: وصلنا إلى مرحلةٍ حتى أولياء الأمور لا يحبّذون دراسة أبنائهم للعربي لأنه سيجلس في البيت بعد تخرّجه.

التغريدة الثالثة

قلتُ: "49 طالبة فقط في قسم اللغة العربية في حين كانت هناك 600 طالبة في سنة 2004، أما الطلبة فلا يوجد أحد كما وردت الأخبار، فهل يلغى قسم اللغة العربية في جامعة الإمارات العريقة؟".

وهذا السؤال أثار كثيراً من الإخوة والأخوات، وكانت ردودهم قويةً جداً تدلُّ على حرقة قلوبهم على لغتهم:

- محمد بالعرطي: لم لا تبذل الحوافز للدراسات الإسلامية والعربية كما تبذل الحوافز للألعاب الرياضية ويُحتفى بأهلها ويبجّلون؟

- المنصوري: من الطبيعي أن يكون هذا العدد في قسم اللغة العربية لأني أعرف أشخاصا تخرجوا بهذا التخصص وأصبحوا عاطلين من العمل سنين طويلة.

- منى: لماذا يدرسون اللغة العربية إذا كان سوق العمل لا يحتاجها، والتعليم لا يوظف الخريجين رغم نقص الكادر التعليمي في بعض المناطق!

- محمد العليلي: هذا الأمر يحتاج إلى وقفةٍ منكم وليست مسألة قلة الدارسين هي المشكلة، المشكلة امتناع الطلاب عن هذا التخصص، بد وأن هناك سبباً وهذا المهم.

 

قلتُ: أيها الكرام إنّ تعلّم لغة أخرى كالإنجليزية من الأمور المهمة التي تتطلبها بعض أسواق العمل في الدولة، ولكن لا يعني هذا أن نجعلها لغةً للتدريس ونضع لغتنا الخالدة في صندوق ونلقيها في البحر كما فعلنا بها هذه الأيام، ونجاهر بقولنا إنّها بلا فائدة تُرجى، ولنعلم أنّ اللغة العربية تعني أصولنا واتحادنا وقيمنا وتاريخنا وديننا، وهي أعزّ ما نملك وبها تمت تسميتنا عرباً، فكيف نجعلها في الهامش ونلغيها من التعليم حتى خرج جيلٌ لا يعرف القراءة بالعربية ولا الكتابة كأنّهم ليسوا عرباً؟!

Email