الامارات تعانق الغد

ت + ت - الحجم الطبيعي

الشعوب الحية لا تنتظر مجيء المستقبل إليها، بل تذهب هي إليه في وقت مبكر وتستدعيه في عز حاضرها، هكذا هي الإمارات في انطلاقتها الكبيرة نحو المستقبل لا تنتظر أن يأتي إليها الغد بما يحمل، بل هي من تذهب إليه اليوم قبل الغد لتحيا أفضل ما فيه وتمنح شعبها ما يستحقه من العيش الكريم.

حالة ليست وليدة اليوم أو عوامل معينة دعت إليها بل هكذا كانت رؤية الأولين منذ البدايات، منذ قيام دولة الاتحاد قبل 44 عاما بخطوات وثابة قوية سريعة نحو المستقبل، تمكنت خلالها من تجاوز العقبات والتحديات واختصار سنوات الارتقاء بالوطن والشعب إلى أكثر مما يطمحون وأكبر مما يحلمون به.

لم تكن دولة الاتحاد بطيئة في إيقاع نموها وبلوغ أهداف عظيمة كانت للكثيرين بمثابة ضربة جنون، في وقت لم تكن الرؤوس لتتخيل أكثر مما ترى أو ترى ما يبصره أناس نذروا أنفسهم لجعل المستحيل على هذه الأرض حقيقة وواقعاً معاشاً.

كان الإنسان هو الأساس وتنميته وتمكينه على مختلف المستويات هو الهدف السامي الذي سعت إليه القيادة السياسية، فكان التعليم هو البوابة الكبيرة لتحقيق الآمال والطموحات، والأخذ بوطن ليس فيه سوى رمال وصحراء قاحلة إلى مصاف أكثر الدول تقدماً ورقياً وأسرعها نمواً، بل وتسجيل أرقام قياسية في مجالات غير تقليدية.

كما فعلتها الإمارات أخيراً، وهي تهدي العالم إنجازاً عالمياً بنجاح »سولار امبلس 2« أول طائرة بدون وقود في الدوران حول الكرة الأرضية باستخدام الطاقة الشمسية، ليجعل الإنجاز هذه الأرض عنواناً عالمياً في مجال الطاقة المتجددة لتصبح قريباً جزءاً من حياة الناس وتدخل في مختلف مناحي الحياة. إنجاز دعا العالم أجمع للاتجاه إلى أبوظبي للاستثمار في مجال الطاقة النظيفة والتشجيع على الابتكار فيها، دعوة لن تقف عند حد معين بل ستفتح ذراعيها بكل حب لأصحاب الابتكارات، وقد تمكنت من جعل الطيران بلا وقود حقيقة ماثلة.

إنجاز انطلق من هنا، فتح صفحة جديدة لاحتضان الغد المليء بالعطاء، يتجاوز فرحة الاحتفال بنجاحه ليقدم للأجيال القادمة آفاقاً ويفتح أمامها ما لم يتح لمن سبقها، وتصبح الطاقة النظيفة ثقافة حياة.

Email