أنقذوا «الحمير»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قد تبدو دعوة غريبة تلك التي يطلقها البعض لإنقاذ «الحمير»، أعزكم الله، ليس من جزاري بعض الدول التي اعتادت أن تعلن بين فترة وأخرى عن ضبط جزارين يطعمون الناس لحوم الحمير وغيرها من الحيوانات، بل من مربي الحيوانات المفترسة.

إذ يلجأ أصحابها إلى صيد الحمير المتواجدة في البرية ببنادق فيها مخدر، وتقديمها للحيوانات المفترسة وجبات، والنتيجة اختفاء الحمير من منطقة مثل «كابر» التابعة لإمارة أم القيوين، والتي كانت الحمير تسرح فيها بالعشرات.

هذا من ناحية، أما من الناحية الأخرى فيتساءل أصحاب المزارع التي تقع بين مزارع تحوي أقفاصاً فيها حيوانات مفترسة، إن كان لدى هؤلاء تصريح بتربيتها في تلك المزارع من جهات الاختصاص، وتساؤل حول الأقفاص نفسها إن كانت آمنة ومؤمنة تمنع فرار هذه الحيوانات المفترسة منها، والانقضاض على المزارع المجاورة ولا تشكل خطرا على ما فيها.

يتحدثون عن تعرض أحدهم لهجوم من تلك الحيوانات، ولهذا السبب وتفادياً لوقوع حوادث مؤسفة، يطالب الناس هناك باتخاذ إجراءات احترازية تمنع ذلك، بخلاف زئير الأسود في منطقة كابر الذي يرعب من يرتادها، بل ويظهر تلك المنطقة الهادئة الخضراء وكأنها منطقة وحوش ممنوع الاقتراب منها.

ما يحدث من البعض في غياب قانون يمنع صيد الحمير التي تكاد تنقرض، بفعل أصحاب الحيوانات المفترسة الذين استباحوها وجعلوها فرائس سائغة ووجبات مجانية لأسودهم ونمورهم، تنذر باختفاء الحمير من البرية، من جور البعض عليها بلا رحمة.

ولا يتسنى للمرء رؤية الحمار إلا في حديقة الحيوانات، ما يعني أن الحاجة ماسة لإصدار ما يجرم هذا الفعل، وإن كان هناك بالفعل ما يمنع ذلك فلا بد من مراقبة البرية.

والنظر كذلك في أوضاع المزارع التي تؤوي الأسود في أقفاص يعلم الله إن كانت مؤمنة أم كانت أقفاصاً عادية يسهل خروجها منها، وتلحق الضرر والأذى بالمزارع المجاورة، التي تشهد هذه الأيام أكثر من غيرها ارتياد ملاكها لها وقضاء أوقات فيها.

Email