كل عام والبيت متوحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا شيء هنا سوى الفرح و الفخر، يوم الشهيد كان استثنائيا بامتياز، عاشت البلاد يوما وطنيا خالصا، علا فيه الوطن شأن البطولات والأمجاد والملاحم والمفاخر والشيم لأبطال كتبوا التاريخ لوطنهم و أمتهم ، قصص و حكايات سطرها الشهداء أحيت الهمم .

وعلمت الآخرين قيم و مبادئ الوفاء وسمو التضحية ونبل الايثار ونخوة الشهامة، عرف الصغير و الكبير قيمة الوطن وعزة الأرض و الجذور وشرف الدفاع عن الثوابت، في صبر أمهات الشهداء وذويهم رأى الوطن العطاء والبذل وفي عيون أبنائهم الأمل و الحياة ورسالة ممتدة بين الأجيال كلماتها الوطن.

واليوم الثاني من ديسمبر يعيش الوطن يوما من ايامه الخالدة الباقية، يوم ليس كغيره من الأيام، يوم تحكي فيه الأرض والشجر، والسماء والمطر، والحب والحياة، الأمن والأمان، يوم يحكي فيه كل شيء تفاصيل إنسان يهيم عشقا بوطن يرى قلبه صغيرا لا يقدر على حمل ما يكنه له من طيب المشاعر وصدق الأحاسيس .

 يوم فارق في تاريخ الوطن، يوم وقف المخلصون وتوحدت إرادتهم واتفقت عزيمتهم على أن يغيروا الحال و يصنعوا تاريخا للوطن، يسطر بين دفتيه حكاية حكماء رأوا في شتاتهم ضعفا، وفي اتحادهم قوة وخلاصا من مؤامرات ومكائد تنخر في جسد حتى وهن فكان الثاني من ديسمبر وما سبقته من وقفات، الخط الفاصل بين مرحلة الضعف والقوة التي انحاز لها الجميع .

الثاني من ديسمبر و هو من أجمل الأقدار التي حبا الله بها الوطن، حيث كان الاتحاد وجاد على الأرض والانسان ما لم يكن يتخيله، لكنه كان، لتصبح الامارات من أكثر الدول تقدما وازدهارا واحتكرت لنفسها المرتبة الأولى في العديد من المجالات، وتصبح الوجهة التي يتمناها الانسان من الشرق والغرب لأن تكون ملاذه وبيته، وينظم مع شعبها والمقيمين فيها إلى ركب السعداء ويحيا بينهم سعيدا هانئا.

اليوم، والوطن يحتفل بمرور 44 على قيام الاتحاد، لم يعد الاحتفال والفرح مقتصرا على المواطنين وحدهم، وليسوا وحدهم المعنيين بهذا الفرح الكبير بل كل من يستنشق الحرية والعدالة والمساواة على هذه الأرض يعتبر نفسه شريكا في مهرجان الفرح، فها هم مقيمون من الشرق والغرب يرددون اغان و أناشيد وطنية صاغوها لهذا اليوم، يعبرون فيها عما في دواخلهم من حب للإمارات .
 

Email