المخفي.. ماذا يخفي ؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثلاثة ملايين سيارة تسير على الطرقات عندنا، يمتلك المواطنون 23%، والوافدون 77%، فيما يبلغ عدد سيارات الدفع الرباعي 640 ألف سيارة، يمتلك المواطنون 45% منها، والوافدون 55%، من هذا الكم الكبير من السيارات التي تحول الطرقات في معظم الأوقات إلى ما يشبه لعبة لا تكاد العين تصدق أن ما ترى طرقات عادية عليها أرتال السيارات.

لن أتحدث عن كم ما يرتكبه معظم السائقين من مخالفات تقترب من جريمة بحق النفس والنظام المروري بشكل عام، فأجهزة التليفون تكاد لا تغادر الأيدي والأعين لمسافات طويلة، ولا تتوقف إلا بوقوع حادث مروري تسبب فيها السائق بإهماله الصارخ وتجاوزه النظام، وأمور كثيرة يتخفون وراء اللون الأسود الذي يخفي ما وراء الزجاج.

هذا السواد أو كما يسمى بالمخفي ينبغي أن يختفي تماما، فلا توجد على مستوى العالم أجمع سيارات ذات زجاج أسود كما هو الحال عندنا، فلم يعد الأمر كالسابق تتعلق بسيارات العائلات بل كل السيارات سواء كانت تخص العائلات أو حتى العمال، ثقيلة أم خفيفة جميعها يتخفى من بداخلها خلف زجاج أسود، لماذا؟ الأعذار والمبررات كثيرة، في حين ممكن الاستغناء عن كلها.

تتبرج الواحدة تبرجا كاملًا، وتجوب الأسواق والمراكز التجارية شرقا وغربا، ثم تزعم أن المخفي للستر وحتى لا تتكشف على الغرباء، ومن يتعذر بدرجات الحرارة فإن النايلون المخفي لا يقلل درجات الحرارة، بل العازل الحراري والذي ليس بالضرورة أن يكون غامق اللون وإن كان الأفضل في هذا الأمر منع هذا الشيء تماما وقد أصبحت السيارات معتمة فلا ضوابط تحكم السيطرة على 3 ملايين سيارة.

بمخفي لم نعد نعلم ماذا يخفي وراءه في سيارات مظلمة، تبدو في الليل مع تجاهل إضاءة أنوارها كأشباح تطير في الطرقات الداخلية والأحياء السكنية، أصبح في حاجة لأن تعيد إدارات شرطة المرور النظر فيها، وتحدد موقفها بقوة وحزم من أمر ليست الحاجة له ضرورية، بل ربما شرها كان أكبر من خيرها.

Email