جمعة السخاء والشهادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يد تبني وتحيي ويد تقاتل وتقدم الغالي والنفيس فداء للوطن والواجب، فلقد حمل الإنسان من طهر هذه الأرض في قلبه الكثير وغادر إلى اليمن ملبياً نداء الشقيق يشد من أزره ويضع يديه في يديه لاستعادة الحق والشرعية.

جمعة الأمس، والتي كانت جمعة مختلفة، تستحق أن نطلق عليها جمعة العطاء بسخاء، جمعة بذل فيها الإماراتيون وقدموا أنفس ما لديهم، دماء زكية طاهرة كذات طهر النفوس التي قدمتها وحملت أكفانها على أكفها تلبية للواجب، فعادت الأرواح ترفرف في سماء الوطن فخراً بصنيع أصحابها في حرب مقدسة بكل ما تحمل الكلمة من معان.

هي حرب الوجود في مواجهة عدو شرس لا يقيم للعدالة أو الشرف وزناً، حرب طرفها الآخر باغ يريد طمس وجود شعب وينهب وطنه ويقدمه على طبق من ذهب لقوى خارجية لتحقيق أحلام التمدد فيه، وعلى حساب أرضه وإرثه وحضارته ومستقبله وحاضره بل وحياته.
دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وتضحياتهم لن تذهب سدى، بل هي الطريق التي ستمهد لمن بعدهم لأن يكملوا المسيرة المباركة، ويشهدوا تحرير أراضي اليمن من براثن الحوثي وقوى الشر التي تدعمه.

في جمعة السخاء والشهادة شعرنا وكأن الإمارات بأكملها وبمن فيها من مواطنين ومقيمين، وكأننا نجلس في غرفة واحدة نعيش الحزن نفسه، ونتجرع الألم ذاته، ونترقب الأخبار القادمة من اليمن حول مصير أبناء الوطن، والأكف تتضرع إلى البارئ بأن يرحم الله شهداء الوطن ويجعلهم مع الأبرار والصديقين.

مهما كان الألم كبيراً والحزن شديداً والفقد عميقاً، ومهما بلغ حجم التضحيات فكل ذلك يهون من أجل الوطن والواجب وعون الشقيق، كلنا في البلاد، رجالاً ونساء، نردد بصوت واحد البيت متوحد، ونمضي خلف قيادتنا بكل قوة وثبات وثقة بغد أجمل وأكثر أمناً، يهنأ فيه الشقيق والصديق بالأمان والاستقرار والعيش الكريم تحت مظلة العدالة والشرعية.

أمن اليمن من أمن المنطقة، واستقرار شعبه ورخاؤه هو رخاء لجيرانه، والوقوف في وجه قوى الشر التي بغت على اليمن وسعت لطمس هويته واجب مقدس لا بد منه.

من أبوظبي بمدنها، مروراً بإمارات الدولة وحتى رأس الخيمة، روى أبناء الوطن أرض اليمن بدمائهم، وسطروا لليمن بأحرف من نور شرف الشهادة وفخرها، لتشهد الأرض والسموات السبع لهم كرم العطاء، وأرواحهم تردد لبيك يا وطن.. عونك يا يمن.
 

Email