استهتار خطير

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمكن وصف ما قام به أحد الشباب، وهو يصور حادث حريق شب في سكن عمال في رأس الخيمة، ويعلق كاذباً على أنه حادث سقوط طائرة.

تداول الناس في الإمارة المقطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفعلة الشاب عبث بالأمن يستهدف ترويع أمن الناس وخلفه شخص مستهتر بكل شيء.

حسناً فعلت شرطة رأس الخيمة أن أوضحت سريعاً للناس أن مقطع الفيديو المتداول هو لحريق شب في سكن عمال نشرته وسائل الإعلام المحلية في اليوم نفسه، ولم يذكر أي منها أو أشار إلى أنها لسقوط طائرة.

استغرب الناس نشر مثل هذه الشائعات غير المسؤولة من بعض أفراد المجتمع، والتي تسبب بلبلة عندهم، وهنا لا يكفي نفي الشائعة وتوضيح الحقائق فحسب، بل لا بد من ملاحقة مصدر الإشاعة ومساءلته عن هذا الفعل الجبان الذي قام به، وهو فعل يسعى لخلخلة المجتمع.

إن تهديد الأمن المجتمعي ومن فيه لا يكون برفع السلاح في وجه الناس أو العمل ضمن جماعات لإشاعة الفساد وحسب، بل عبر بث الخوف في نفوس الناس وترويع أمنهم. وهذا أمر خطير لا يقل خطورة عمن يرتكب أفعالاً وممارسات مرفوضة أمنياً واجتماعياً.

ترويع الناس عبر بث مقاطع فيديو لأحداث لم تقع أو تحوير وقائع حدثت سواء كان بهدف إثارة البلبلة أو بهدف التسلية تقع تحت المساءلة القانونية، وتصل إلى المساءلة الجنائية. فأمن المجتمعات ليست مثار تسلية ولا محل للضحك والعبث.

في كافة الظروف والأحوال لا بد من مساءلة الفاعل وأن يطاله القانون جراء جريمته التي فعلها حتى يكون عبرة لغيره من الذين اتخذوا من كل شيء حتى «أمن المجتمعات» مادة للتسلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

مثل هؤلاء أخطر بكثير على بنية المجتمع، من أولئك الخصوم الذين يشهرون عداوتهم لأسباب فكرية أو سياسية، لأن عداوة هؤلاء إلكترونية ناعمة، لكنها تحفر بعمق في استقرار المجتمع، وتضر سكينته وأمنه.

Email