إرث جميل

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الجيران» مبادرة اجتماعية مهمة أطلقتها مراكز التنمية الاسرية في الشارقة تستهدف كسر حواجز كبيرة اعترت الحياة الاجتماعية وحالت ربما في بعض الأحيان دون التواصل بين الجيران كما كان الحال في الماضي حيث كانت البيوت صغيرة، أبوابها مفتوحة والزيارات بين الجيران تمتد منذ الصباح وحتى المساء ومن غير مناسبة يتزاورون ويتلاقون ويتقاسمون اللقمة ويتشاركون في الأفراح والأتراح.

اليوم اختفت تلك المظاهر وغاب عن علاقات الجيرة ذلك التواصل الجميل الذي كان أفضل ما في حياتنا وأكثر ما كان يميزها باعتباره فعلا اصيلا وهذا إرث جميل تعمل مراكز التنمية الأسرية اليوم على بث روح الحياة فيه واسترداد تلك العادات الاجتماعية التي عاشها الآباء والأجداد بعد ان اصبح التواصل بين الجيران منقطعا ووصل حد الا يعرف الجار جاره إن لم يكن من نفس عائلته، ولا يزور الجار جاره إلا معزيا.

مبادرة «جيران» التي تجمع نساء الحي الواحد في حديقته في لقاء صباحي اجتماعي يلتقين للتعارف وتبادل الأفكار والخبرات والتحدث بصوت عال والعمل بما يعود بالنفع على المجتمع ويخدم الأسرة من خلال ما يتم طرحه من قضايا مهمة ومستجدات تطرأ عليها، مبادرة مهمة.

فكرة اللقاء والتلاقي بطبيعة الحال لا تقف عند حد ولا شك أنها ستتبلور بشكل افضل وتتمخض عن الجديد والمهم، ومن الممكن أن تلعب نساء الحي الواحد أدوارا مهمة في طرح ما يهم الأبناء والأسرة والمجتمع بأسره وملامسة قضايا حيوية وربما كن اكثر من غيرهن قدرة على التعبير عنها ومناقشتها بصوت مسموع وايصالها عبر القنوات الرسمية إلى الجهات المعنية.

«الجيران» في الشارقة وما تضمه الأحياء السكنية من مرافق عامة ومجالس الضواحي بامكانها أن تكون بديلا للتواصل الجميل الذي عرفه مجتمعنا قديما وتميز به، وأن تعيد إلى الأحياء طابعا عرفه الأهالي وتمسكوا به طويلا، ولم ينل منهم سوى ما مر به المجتمع مثل غيره من المجتمعات التي طرأ عليها الكثير في ظل متغيرات لم تترك شيئا على حاله.

Email