" ريتاج" توثيق أدبي لقضية وطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أيام أهداني الدكتور حمد الحمادي روايته »ريتاج«، أول عمل أدبي يوثق إحدى أهم القضايا التي مرت على الإمارات (قضية التنظيم)، عبارات الإهداء كانت كافية لتجعلني لا أؤجل قراءة الرواية التي أنهيتها في سويعات قليلة، وهي من الأعمال الأدبية التي تجبر القارئ على متابعة القراءة حتى النهاية، حيث تمكن الكاتب بأسلوبه الجميل ولغة الكتابة الرائعة وتسلسل الأحداث وتصاعدها من أن يأخذ القارئ معه.

الرواية عبارة عن سرد أحداث خلال ساعتين، هما مدة انتظار الكاتب في مقهى في صالة المسافرين في مطار دبي في 2 من يوليو من عام 2013 يوم النطق بالحكم في قضية التنظيم السري التابع لجماعة الإخوان، حين التقى ببطلة روايته، امرأة إماراتية كان اسمها »ريتاج« قبل أن تغيره لأسباب سياسية، ومعناه »الباب الموصود«، ويطلق غالباً على باب الكعبة المشرفة.

»ريتاج« هي رواية الحب والأمن، تتناول أحداثاً حقيقية لم نكن نعلمها، وعندما علمناها أثرت فينا كما لم تؤثر أي أحداث أخرى، فقليلة هي الأحداث التي تجعلنا نكتشف أن القلب يقول بعض الحقيقة، والعقل هو الآخر يقول بعض الحقيقة، لكنهما معاً يقولان الحقيقة كاملة، هكذا عبّر الكاتب عن مشاعره التي هي بطبيعة الحال مشاعر الإماراتيين.

الحكاية تبدأ بطلب ريتاج الحديث إلى الكاتب لتروي له حكايتها التي بدأت في 2009 حتى تاريخ اللقاء في المطار، ليوثق أحداثاً حقيقية سياسية تخص أمن الدولة في قضية التنظيم السري غير المشروع التي صدرت فيها أحكام قضائية بين البراءة والسجن 10 سنوات و15 سنة للهاربين.

قضية ربما انكشفت بعض فصولها، والكثير لا يزال غامضاً، بأي حال رواية ريتاج تلقي الضوء في أجزاء منها على أسرة وأشخاص يعملون في الظلام تحت ثلاثية الخيانة والمؤامرة والكذب، تتكشف الحقائق المذهلة في النهاية التي تؤكد حقيقة واحدة أكثر من غيرها، أنه لا ولاء أكثر من ولاء أعضاء التنظيم للجماعة.

»ريتاج« رواية تستحق أن يقرأها الأبناء ربما أكثر من غيرهم، حتى لا تسقط أجيال جديدة في براثن جماعات تسلب المرء عقله وقلبه وتجعله دمية بين أيديها، طريق ليس فيه خط للرجعة، ولافرصة للتوبة والتراجع، جماعة تغسل الأدمغة ثم تمحوها.

Email